والتلميذ
هو موضوع التربية تتناوله كفرد في مجتمعه حيث يأتي إلي المدرسة بعد قضاء
فترة حساسة من حياته الأولى بعد الولادة بين أفراد أسرته معتمدا في تعليمه
إلي حد كبير علي والديه ومكتسبا خبرات اجتماعية مختلفة من اختلاطه وتفاعله
وأثناء فترات الدراسة بالمدرسة يشغل البيت والملعب والمسرح والبيئة انتباهه
باستمرار فالتلميذ يعبر عن خبرات كثيرة عاشها خارج المدرسة قد تكون ذات
أثر في تشكيل خبراته المدرسية التي لا تتمثل إلا قدرا ضئيلا من مجموعة
خبراته ومن هنا فإن التلميذ عندما تتناوله المدرسة بالتربية لا تتناوله
كوحدة مستقلة أو باعتباره كيانا منفصلا عن بيئته .
هـ-الامكانيات المدرسية :
ومما
يساعد علي أداء المدرسة لوظائفها التربوية توفر الإمكانيات من مكتبات
ومختبرات وورش وغرف ونشاطات ووسائل تعليمية مختلفة . ورغم هذه المقومات
التربوية للمدرسة إلا أنه لابد من التكامل والربط بين وسائط التربية لأن
المدرسة ليست إلا حلقة في سلسلة تربوية أولها البيت ووسطها المدرسة وأخرها المجتمع الخارجي الأكبر
د- وسائل وأساليب المدرسة :
تتعدد
المهام والأدوار التربوية التي يجب أن تقوم بها المدرسة من وجهات نظر
مختلفة : ولكن تحقق المدرسة هذه المهام وتلك الأدوار والوظائف فإنها تتخذ
مجموعة من الوسائل والأساليب ومنها :
* القدوة والأسوة الحسنة
* المناهج والأنشطة الاجتماعية
* المشاركة في المواقف الاجتماعية
* الإرشاد والتوجيه
* الحوار والإقناع
* القصص الاجتماعي
* ضرب الأمثال
* الثواب والعقاب
وهكذا تبدو المدرسة كمؤسسة اجتماعية هامة لها دور بارز في تحقيق ما تصبو إليه التربية من أهداف ومهام
ثانياً: التربية اللامدرسية ( الغير نظامية )
وهى
التربية التى تجرى فى المنزل والمؤسسات الإجتماعية الأخرى – غير المؤسسات
التعليمية – النوادى والجمعيات ودور العبادة وهى مؤسسات لا يدخل التعليم
المنظم فى نشاطاتها أو يكون من مسئولياتها وإنما تجرى فيها عملية التربية
بصورة غير نظامه أو منهجة ودون قوانين أو أنظمة تعليمية ، وغالباً ما تكون
هذه التربية على صورة تنشئة عامة بالنسبة للأسرة أو برامج ثقافية
واجتماعية ورياضية بالنسبة للنوادى والجمعيات أوتدريب متخصص لغرض تحسين
بالنسبة للمصانع والشركات أونشر الوعى الإيمانى والآخلاقى بالنسبة لدور
العبادة .
وقد
يتوفر فى هذا النوع من التربية غير النظامية قدر معين من الضبط والتوجية
لعملية اكتساب الخبرات والمهارات والاتجاهات ( كما فى بض الأسر التى تحرص
على تعليم أبنائها بنفسها أو و العبادة التى تطرح برامج تعليمية منظمة أو
بعض المؤسسات والشركات والجمعيات التى تقدم للمنتسبين إليها دورات تدريبية
أو برامج دراسية محددة ) ويمكن أن نضيف إلى هذا النوع من التربية بعض نظم
وأساليب والتعلم الذاتى .
كما
أنه قد يطلق اسم التربية اللامدرسية على ذلك النوع من التربية الذى يتم
بطريقة غير نظامية ( غير رسمية ) كما يطلق اسم التربية المدرسية على ما يتم
فى المؤسسات التعليمية النظامية ( الرسمية ) من تربية .
أ- سمات التربية غير المدرسية : –
تتمثل سمات التربية غير المدرسية فى السمات التالية :
أ
– إن التربية اللامدرسية فمع وجود الهدف والوظيفة التربوية والأساليب
أيضاً إلا أن هذه الوظيفة التربوية تشاركها فيها وظائف أخرى مما يدعم
الوظيفة التربوية فى بعض الأمور ويجعلها ثانوية جداً فى بعض الأمور الأخرى .
ب- كما أنها تفتقد وحدة الأهداف ووضوحها واتصافها من وسيط تربوي إلى وسيط تربوي أخر .
جـ-
كما أنها كثيراً ما تقوم على جهد شخصي وفردي لا يستند إلى أساس علمي .
وإنما يستند إلى تقاليد متواترة كما يحدث فى التربية الأسرية ، كما تمارس
التربية اللامدرسية نشاطها عن طريق الجهد الفردى أو الجماعي الذي قد يستند
إلى أسس علمية فى بعض الحالات ، وقد لا يستند إلى أسس علمية فى بعضها الأخر
، كما يحدث فى التربية التى تتم عن طريق بعض وسائل الإعلام وفى بعض
برامجها وأبواها .
د
– والتربية اللامدرسية قد تعزز قيما وتتبنى تقاليد غير تلك التقاليد التى
يقدمها المجتمع وهى تلك التقاليد والقيم التى تشتق أحياناً وتنبثق من ثقافة
أخرى غير ثقافتنا مثلما تفعله السينما وبعض الصحف الأسبوعية التى تؤكد على
بعض الاتجاهات التى لا يقبلها المجتمع فى كله .
ب- التربية المدرسية واللامدرسية بين التناغم والتنافر :
تناولنا
– فيما سبق – ذلك التقسيم أو التصنيف الذى جرى بين كثير من المدرسين
والمربين وفى بعض مؤلفات التربية بين ما يسمى بالتربية المقصودة ” والتى
تنفرد بها المدرسة ممثلة فى مناهجها وقوانينها وأهدافها وأساليبها وأنشطتها
وبرامجها والتربية غير المقصودة ممثلة فى تلك الأنواع المختلفة من
المؤثرات العرضية غير المنظمة أو المنظمة التى تحدث دون قصد أو هدف واضح فى
سياق حياة الفرد وتفاعله مع مختلف الجماعات التى تحيط به فى بيئته وذلك ما
يخرج عن نطاق قوانين المدرسة وإشرافها وتوجيهها
وترتب على هذا التقسيم ظهور عدد من الإتجاهات من أهمها :
1-
أن المدرسة أصبحت تواجه مشكلات وسائل متعددة بعد أن اضطرت ظروف الحياة
الحديثة الكثير من المنظمات والمؤسسات الأخرى أن تخفف أو تترك ما كانت تقوم
به من وظائف تربوية .
2-
أن المنظمات الإجتماعية والجماعات المختلفة قد فقدت فى نظر الكثيرين كل
قصد تربوى ينطوى عليه نشاطها ، وكأن المدرسة هى المنظمة الوحيدة التى
يتوافر فيها هذا القصد ومن ثم أخذ الكبار الراشدون ينسبون إليها ما يظهر
على الناشئين من ألوان الانحراف الخلقي والضعف العلمى ، ويطالبونها فى نفس
الوقت بمواجهة مطالب مختلفة دعت إليها التغيرات الإجتماعية السريعة
المتلاحقة التى تغير فى ظروف معيشتهم وعلاقاتهم وطرق تفاعلهم .
جـ
– أن المدرسة وهى تواجه كل هذه المشكلات والمسائل والمطالب تحاول أن تدعم
نفسها لتسد هذا الفراغ الذي نشأ بينها وبين المؤسسات الأخرى ومن هنا ظهرت
شعارات حديثة مثل توثيق العلاقة بين المدرسة والمنزل وإقامة مجالس الآباء
والمعلمين وتنظيم مشروعات خدمة البيئة والمعسكرات الدراسية ودخول البيئة
إلي المدرسة .
جـ – الاختلاف حول علاقة التربية المدرسية باللامدرسية
واقترنت
التغيرات التي أحاطت بوضع المدرسة في المجال الاجتماعي بانقسام الرأي بين
الآباء والمربين والمسئولين بصدد هذه الاتجاهات السابقة ونشأ عن هذا
الانقسام آراء ونظريات تربوية :
1-
منها ما استمر قائما علي الاعتقاد التقليدي بأن المدرسة متخصصة ليس لها أن
تزيد علي وظيفتها التعليمية وظائف أخرى يمكن أن تضطلع بها الأسرة
والمنظمات الدينية والترويحية ووسائل الإعلام .
2-
ومنها ما ذهب إلي أن المدرسة لا يمكن أن تعيش منفصلة منعزلة عن غيرها من
المؤسسات والوسائط الثقافية مهما بلغ تخصصها حيث أن هذه المؤسسات والوسائط
تؤثر وتتأثر بفعل التربية ذاتها ممثلا فيما تحدثه من تغيير في سلوك الكبار
والصغار علي السواء .
3-
ومنها ما أخذ موقفا وسطا بين هذين الرأيين المتضاربين وأخذ أصحاب كل رأي
من الآراء يفلسفون موقفهم فكان لكل منهم نظرية عن طبيعة الفرد وكيفية
تعلمه وعلاقته بالمجتمع وعن معنى الثقافة وعلاقة التربية بها .
وقد
تضمن هذا الانقسام اختلافا حول تأثير ما يسمى ” بالتربية المقصودة ” ”
والتربية غير المقصودة ” وأهمية الوسائط الثقافية التي تحدث فيها هذه
التربية لا يميز الاتجاه الحديث بين النوعين إلا من حيث درجة تأثير كل
منهما علي نمو الفرد ومدى انتظام هذا التأثير والطريقة التي يعالج بها
ودرجة وضوح الأهداف التي تصحبه والأسس التي يقوم عليها .
ضرورة التكامل بين التربية المدرسية و اللامدرسية :
فبمقتضى
هذا الاتجاه تعتبر الخبرات التي تنظمها المدرسة تعبيرا عن خبرات أوسع
وأشمل هي تلك الخبرات التي تعيش فيها الجماعة الكبيرة التي أنشأت المدرسة
وعملية التشكيل الاجتماعي للفرد تعتبر شركة عامة بين المدرسة وغيرها من
المؤسسات والجماعات الصغيرة التي يتفاعل فيها ويعيش في علاقاتها وتأثير
المدرسة علي الفرد بين مؤثرات أخرى كثيرة تحدث بالوعي أو باللاوعي في سياق
حياة هذا الفرد قبل المدرسة وفي داخلها وفي خارجها والقصد يوجد وراء
الأنشطة المختلفة التي تحدث في الدوائر الاجتماعية والمؤسسات الكثيرة التي
ينتمي إليها هذا الفرد صغيرا كان أم كبيرا فهو يوجد مثلا خلال العلاقات
الأسرية حينما يحرص الآباء علي تلقين أولادهم عادات وقيما معينة وعندما
يخضع الناشئون لقوانين معينة باعتبارهم أعضاء في إحدى الأندية وعندما تهدف
وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتليفزيون إلي نشر فكرة أو التبشير برأي
معين أو عقيدة اجتماعية معينة وكما يحدث في المؤسسات الدينية بشأن غرس بعض
القيم والمبادئ الخلقية والروحية .
ومن
هنا فالتربية ينبغي ألا تنقسم إلي مقصودة ” وغير مقصودة ” كما لا ينبغي أن
تنفرد المدرسة ” بالتربية المقصودة ” دون غيرها من المؤسسات الأخرى وإنما
يمكن التمييز بين هذا النوع من التربية الذي تقوم به المدرسة وذلك الذي
يحدث للفرد خارجها فالمدرسة تعالج التربية في ضوء فلسفة المجتمع علي أساس
من الوضوح الفكري فترسم أهدافها وتتخذ من الوسائل الفنية والعلمية ما
يمكنها من تحقيق هذه الأهداف تحقيقا متكاملا علي مدى طويل ولتحقيق ذلك يخص
المجتمع المدرسة بالفنيين من المدرسين والمربين الذين عليهم مواصلة هذه
المسئولية العلمية القومية غير أن المدرسة بقيامها بهذا العمل علي أسسه
الاجتماعية والفنية والعلمية – لا تستطيع أن تحقق ما تقصد إليه في المدى
البعيد إلا إذا توافر الوعي من جانب المؤسسات الأخرى بمسئولياتها نحو تعزيز
عمل المدرسة ومن ثم فإن التمييز لا يكون إلا علي أساس درجة ما يتوفر في
كل وسيط ثقافي من انتظام في التأثير الاجتماعي علي الفرد ممزوجا بفكر وعلم
وتخصص وتوجيه هادف ومن هنا أيضا يحسن أن يكون التمييز بين هذه التربية التي
تعالج الرد بالمدرسة فنسميها بالتربية المدرسية وتلك التربية التي تؤثر
بها الوسائط الثقافية الأخرى علي الفرد والتي نسميها بالتربية غير
المدرسية وتصبح المشكلة من بعد ذلك هي كيفية اتساق هذين النوعين من التربية
وتدعيم كل منهما للآخر وانتظام تأثيرها من أجل تحقيق النمو المتكامل
للمواطن الفرد الأمر الذي يلقى علي المدرسة وظيفة جديدة هى وظيفة التنسيق
بين أنشطتها واتجاهاتها وأنشطة واتجاهات الوسائط الأخرى والذى يلقى على هذه
الوسائط أيضاً مسئولية الوعى بما فيها من مؤثرات تربوية لا تقل خطراً عن
مؤثرات المدرسة ، ومع كل ذلك فإن التربية المدرسية لا تستطيع أن تحقق
أهدافها إلا من خلال التكامل بينها وبين التربية اللامدرسية .
د- العلاقة بين التربية والتعليم :
والمفهوم
الشامل للتربية بين العلاقة بين التربية والتعليم – فالتربية – كما هو
واضح – أشمل من التعليم لأنها نعنى كل المؤثرات التى يعيش وسطها الفرد
وتؤثر فيه – وتعنى الخبرة بجميع عناصرها ، وتحدث بذلك اخل المدرسة وخارجها
، فتشترك فيها جميع المؤسسات والمؤثرات ، وتستمر باستمرار تفاعل الإنسان
فى مواقف الحياة المختلفة ، أما التعليم فإن الجانب المتخصص من التربية
والذى يتصل بالتدريس وبموقف المعلم من التعليم فالتعليم يمنى حث الأفراد
على ” التعليم ” فينقل إليهم المعرفة ويدربهم على مهارات معينة ومحددة
ويجعلهم أكثر وعياً بالمعلومات وهو يقاس بمقدار ما ” يتعلمه ” الفرد ”
ويقال فى هذا الصدد ” أن المعلم لا يعلم إلا إذا تعلم الطفل الشئ الذى يريد
له أن يتعلمه وهذا المفهوم يشمل المفهوم الشائع للتعليم والذى يعنى
التفاعل بين المدرس والتلميذ والذى يعتبر التعليم أحدى نتائجه الأساسية ،
فالمدرس بوجه نشاطات التلميذ من أجل إحداث أو إنتاج التعليم ن وقد يكون
هذا التوجيه غير مباشر كأن يطلب الدرس من التلميذ قراءةص كتاب معين أو
قراءة بعض المعلومات عن الزراعة أو الصناعة أو أية قضية من القضايا .
وقد يكون التوجيه مباشراً والموقف التعليمى محدداً كأن يدرب المدرس التلميذ على الهجاء أو بعض العمليات الحسابية وهكذا .
فالتعليم
والتعلم من وظائف المدرسة ، ومن هنا يختلف التعليم المدرسي عن الخبرة
الصحية التى يعيشها الفرد خارج المدرسة فهو فى ذه الخبرة يتفاعل مع عناصر
مختلفة ، قد تكون منظمة أو غير منظمة وقد لا يقصد التعلم مباشرة وأن قصد
تحقيق بعض الأهداف ، ويأتى التعليم فى سياق تحقيق هذه الأهداف وقد يأتى
التعليم من مصادر كثيرة متنوعة فى وقت واحد أو فى أوقات مختلفة وقد لا يكون
خاضعاً لنمط واحد محدد .
كثيراً
من الناس يخلطون بين لفظى التربية والتعليم ظانين خطأ أن كلمة التربية هى
نفسها كلمة التعليم أو العكس ، وكثيراً ما يتبادر لأذهان عامة الناس
عندما يسمعون كلمة تربية أى معنى من معانى التعليم وقد يتذكرون المدارس
ونظام الإمتحانات وبعض المواد الدراسية كالرياضيات مثلاً وأسلوب معلم ما
وطريقة تدريس أخر . ولكن الواقع غير ذلك ، فالتربية ليست التعليم ولا
التعليم هو التربية بل إن كلاً منهما يختلف عن الأخر ، فالتربية والتعليم
ليستا كلمتين مترادفتين ، تل إحداهما على ما تدل عليه الأخرى ، بل هما
مختلفتان تمام الاختلاف فى بعض الوجوه ومرتبطتان تماماً فى بعض الوجوه
الأخرى ومن هذه الفروق
1- التعليم جزء من التربية وليس العكس .
2- التعليم وسيلة من وسائل التربية ، بينما التربية أعمق وأدق فى مفهومها من التعليم .
3-
التربية هى إيقاظ قوى المرء المختلفة الكامنة فى نفس وترقيتها تدريجياً
حتى تصل إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه ، ويكو ذلك بعمل المتعلم نفسه وكل
تربية صحيحة هى تربية النفس بالنفس أما التعليم فهو عبارة عن إيصال
المعلومات المختلفة إلى الذهن عن طريق المعلم ،
4- التربية ذو غرض سام أما التعليم فقد يكون ذو غرض سام أو غرض غير سام .
5- إن موقف الإنسان فى التربية هو موقف إيجابى أما التعليم فهو موقف سلبي
6- إن التربية تعد الإنسان للحياة جميعها ، بينما التعليم يعد الإنسان لحرقة أو لمهنة أو لشئ معين .