المنتدى الاجتماعى (محمد السقا )
 كي يظل قلبك حيا !!  <div style=
 كي يظل قلبك حيا !!  35ce61bfce354d7
منتدى الأخصائى الاجتماعى

ا/ محمد عبد الفتاح السقا
[img]
المنتدى الاجتماعى (محمد السقا )
 كي يظل قلبك حيا !!  <div style=
 كي يظل قلبك حيا !!  35ce61bfce354d7
منتدى الأخصائى الاجتماعى

ا/ محمد عبد الفتاح السقا
[img]
المنتدى الاجتماعى (محمد السقا )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الاجتماعى (محمد السقا )


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
  لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية.. لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية..لا تقل اين نعيمى ... جنة الله كفاية..لا تقل غدا سأبدأ ... ربما تأتى النهاية**من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب**{فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب}**اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد، و نعيما لا ينفد، و قرة عين لا تنقطع، و مرافقة نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد). (يا حي يا قيوم! ...اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري،وتُذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي،وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي،وتُبيّض بها وجهي. يا أرحم الراحمين.يارَبْ إذا أعَطيتني نجَاحاً فلا تأخذ تَواضعْي وإذا أعَطيتني قوّة فلا تأخذ عّقلي   . واذا اعطيتنى تواضعا فلا تأخذ إعتزازى بكرامتى يارب لاتدعنى أصاب بالغرور إذا نجحت ولا باليأس إذا فشلت.لاتستخدم فمك إلا  لشيئين فقط :الإبتسامة والصمت ! الإبتسامة : لحل المشكلات ... والصمت : لتجاوز المشكلات ...علمتني الدنيــــــــــــــــــــ ـــــا...أن لا أمـــــــــــان يعادل وجود الأمــــــــــان في الوطــــن...وأنت وطنــــي كرامتي وهويتـــــي وإنسانيتـــــي....وأن هنــــاك إخـــوة وأخوات لم تلدهــــم أمنـــــــا...يحرصون على إضاءة عالمنــــــــــا بكـــل مالديهـــــــم من نــــــــــورونقــــــــــــاء ...ولا ينتظرونــــ منا حمداً ولا شكوراً...إذا أهمّك أمر غيرك، فـأعلـم بأنّـك ذو طبعٍ أصيـل ..وإذا رأيت في غيرك جمـالاً ، فأعلم بأنّ داخلك جميل...وإذا حافظت على الأخوة، فأعلم بأنّ لك على منابر النور زميـل...واذا راعيتَ معروف غيرك، فأعلم بأنّك للوفاء خليل...أجمل مافي الكون .. أن أكون للسلآم حمآمة**وبريد إبتسآمة ..وأن أكون قآئل أني رغم كل شئ متفآئلة ــ اختر كلامك قبل أن تتحدث وأعط للاختيار وقتاً كافياً لنضج الكلام فالكلمات كالثمار**تحتاج لوقت كاف حتى ننضج. لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين فلا تنس انهم مثلك لهم عيون وألسن. الإنسان الناجح هو الذى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم.نرحب بالزوار الجدد ونتمنى وقتا سعيدا ومفيدا لكم *حملناك يا مصر بين الحنايا وبين الضلوع وفوق الجبين **عشقناك صدرا رعانا بدفء وإن طال فينا زمان الحنين **علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي ،وعلمت أن عملي لن يقوم به سواى فاشتغلتُ به ،وعلمت أن الله مطلع علىِّ  أن فاستحييتأعصيه وهو يراني ..وعلمت أن الموت قادم فأعددت الزاد للقاء الله"كن على حذر من العاقل اذا ( أحرجته) ومن الحليم اذا (أغضبته) ومن الفاجر اذا ( عاشرته ) ومن الأحمق اذا (مازحته) ومن اللئيم اذا ( أكرمته ) ومن الكريم اذا (أهنته) وتعلم دائماً أنتتقبل رأي " الناقد والحاسد فالأول يصحح مسارك والاخر يزيد من إصرارك

محمد عبد الفتاح السقا

المواضيع الأخيرة
» خطة النشاط الصيفى
 كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 13, 2016 5:44 pm من طرف محمد فرج

» صدور القرار الوزارى رقم 234 بتاريخ 20/5/2014 بشان حفظ النظام والانضباط داخل المدارس
 كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 14, 2015 7:31 pm من طرف ابوالشاطر

» خطة عمل الأخصائي الاجتماعي والبرنامج الزمني
 كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 20, 2015 10:28 pm من طرف booddy

» بوربوينت الجمعية التعاونية المدرسية.ppt
 كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 14, 2014 1:53 pm من طرف شريف يوسف

» دور الأخصائى الإجتماعى فى التعامل مع العنف المدرسى
 كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 26, 2014 10:40 pm من طرف احمد فتحى

» دليل الأخصائي الاجتماعي في جماعة الرحلات المدرسية
 كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 16, 2014 1:55 pm من طرف metwally174

» محتوي السجل العام للاتحادات الطلابية
 كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 30, 2014 7:17 pm من طرف metwally174

» مسابقة دوري المكاتب التنفيذية للمرحلة الابتدائية
 كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2014 6:06 am من طرف كنج مريوط

» دليل عمل الاخصائي الاجتماعي في الاتحادات الطلابية والريادة قرار62 بتاريخ 27 2 2013
 كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالخميس أغسطس 28, 2014 12:29 pm من طرف شفاء العطاس

المواضيع الأكثر شعبية
خطة مقترحة لمجلس الامناء والاباء و المعلمين
دور الاخصائي الاجتماعى في المرحلة الأبتدائية
خطة عمل الأخصائي الاجتماعي والبرنامج الزمني
دور الأخصائى الإجتماعى فى التعامل مع العنف المدرسى
سجل مؤتمر الحالة
سجل مقترح لجماعة مناهضة التدخين والمخدرات
بحث عن النظريات الحديثة فى خدمة الفرد وكيفية الاستفادة منها فى العمل مع الحالات الفردية منقول
دور الاخصائى الاجتماعى فى تنمية القدرات الابداعية للطلاب فى ظل المجتمع المعاصر
محتوي السجل العام للاتحادات الطلابية
كبفبة عقد الحمعية العمومية للاولياء الامور وتشكيل مجلس الامناء

 

  كي يظل قلبك حيا !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 688
تاريخ التسجيل : 06/09/2011

 كي يظل قلبك حيا !!  Empty
مُساهمةموضوع: كي يظل قلبك حيا !!     كي يظل قلبك حيا !!  I_icon_minitimeالإثنين يونيو 18, 2012 1:23 pm

 كي يظل قلبك حيا !!  Mnn
كي يظل قلبك حيا !!


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فإن القلب هو جوهر الحياة في الإنسان، فبحسب حياته وسلامته ونقائه؛ تكون
حياة الإنسان وسلامته ونقاؤه، وهذه الحقيقة كما تدل عليها الشواهد الشرعية
تقررها النظريات العلمية والفلسفية في سائر المِلل عبر التاريخ.



ومن هنا فإن المسلم الحكيم هو من يفتش عن أسباب صلاح قلبه، وأسباب قوته
وعافيته؛ لأنه يدرك أنه متى امتلك قلبًا سليمًا من الآفات؛ فقد امتلك
الحياة وامتلك نقاءها وجمالها.



وهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيّن أنّ السلامة والصلاح في الإنسان
مرتبطة بصلاح قلبه فيقول: {ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،
وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي: القلب} الحديث [رواه: النعمان بن بشير،
المحدث: الألباني، صحيح الترغيب، رقم: 1731].



أخي الكريم: إن قلبك هو مفتاح السعادة والغنى، ووعاء السلامة والهدى، ومصدر
القوة والرضى، ولَحرصك على صفائه ونقائه، أهم بكثير من حرصك على الهواء
والطعام. فكيف تجعل قلبك سليمًا نابضًا بالإيمان والحياة؟



أولًا: كن صاحب عقيدة



فتوحيد الله -جلّ وعلا- نور يملأ القلوب، ويبصِّرها، ويقويها، فهو مادة
حياته، وأساس قوته وسلامته، ولا حياة للقلب إلا بالإيمان بالله -جلّ وعلا-
ذلك الإيمان الذي يصنع الطمأنينة في القلوب، والسكينة في النفوس؛ لأنه
يولِّد فيها من التوكل على الله ما تهون أمامها الصِّعاب:وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 3]، ويولِّد فيها من
الثقة بالله، واليقين به ما تزول به الهموم والغموم والأحزان، ويولِّد فيها
من البصيرة والهدى ما يجعلها أكثر ثباتًا، وقدرة على مواجهة الصِّعاب، كما
قال -تعالى-: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ
يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
[التغابن: 11].



فالإيمان بالله -جلّ وعلا- نور يسري في قلب المؤمن، يضيء له الطريق، ويمكنه
من الثبات عليه؛ فيرى به الأشياء على حقيقتها: القبيح قبيحًا، والحسن
حسنًا.



أخي الكريم: اعلم أن السعادة والحياة الطيبة في الحياة لا تقوم إلا على
أساس واحد هو: الهدى. كما قال -تعالى-: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا
يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ
مَعِيشَةً ضَنْكًا (124) [طه].



ثم اعلم أن محل الهدى هو القلب، وأنّ هذا المحل لا يمكنه حمل الهدى إلا إذا
كان فيه من الإيمان واليقين ما يؤهله لذلك؛ ولهذا قال -تعالى-: وَمَنْ
يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن: 11].



ومن هنا فإن تحقيق الهداية مشروط بتحقيق العقيدة الصحيحة، والإيمان النقي
من شوائب الشرك بالله، وعلى قدر معرفة المؤمن بربّه، ويقينه به، تكون
بصيرته وخشيته وهدايته كما قال -تعالى-: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاء [فاطر: 28].



وإذا تأملت أخي في تأثر القلوب بذكر الله، ووجلها من الله؛ وجدت ذلك التأثر
لا يحصل إلا للقلوب المؤمنة، كما قال -تعالى-: الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28]، فعطف -سبحانه- في هذه الآية اطمئنان
القلوب بالذكر على الإيمان، وهو ما يدل على أن قلب المؤمن أعقل حين سماع
ذكر الله؛ للمعاني التي يتضمنها الذكر، وهو ما يجعله متأثرًا به، وأبصر
بالآيات والحقائق الغيبية؛ لذلك، إذا ذكر الله، أبصر عيبه وأبصر عظمة الله،
وأبصر قدرته ورحمته وصفاته العليا، وأبصر تقصيره، وضعفه؛ فأورثته بصيرة
قلبه ذلك التأثر الحاصل حين سماع ذكر الله، بعكس ضعيف الإيمان الذي مات
إحساس قلبه، فلا يسمع ولا يعقل كما قال -تعالى-: لَهُمْ قُلُوبٌ لا
يَفْقَهُونَ بِهَا [الأعراف: 179]، وكما قال -تعالى-: أَمْ عَلَى قُلُوبٍ
أَقْفَالُهَا [محمد: 24] ، وكما قال -تعالى-: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى
الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:
46].



فقلب المؤمن قلب عاقل، لا تخدعه مظاهر الأشياء لأنه لا يرى بعينه فقط،
وإنما بقلبه أيضًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {إن العقل في
القلب، والرحمة في الكبد، والرأفة في الطحال، والنفس في الرئة} [المحدث:
الألباني، صحيح الأدب المفرد برقم: 425]. ولأن قلب المؤمن منور بتوحيد
الله؛ فإنه أعقل بالآيات الكونية والشرعية، ولذلك قال -تعالى-: إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى
رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال: 2].



قال الشيخ عبد الرحمن السّعدي: "فوصف الله المؤمنين بهذه الصفات المتضمنة
للقيام بأصول الدين وفروعه، وظاهره وباطنه، فإنه وصفهم بالإيمان به
إيمانًا: ظهرت آثاره في عقائدهم، وأقوالهم، وأعمالهم الظاهرة والباطنة،
وأنه مع ثبوت الإيمان في قلوب - يزداد إيمانهم كلما تليت عليهم آيات الله،
ويزداد خوفهم ووجلهم كلما ذكر الله؛ وهم في قلوبهم وسرهم متوكلون على الله"
(التوضيح والبيان لشجرة الإيمان ص15).



ثانيًا: فرِغ قلبك من الشواغل والأخلاط



1- تقلب القلب: أخي إن الإيمان بالله -جلّ وعلا-، والتوكل عليه، واليقين به
كل ذلك يولِّد في القلب قوة، وبصيرة وعقلًا يزن بها الأمور، ويحقق بها
الهدى ليعيش آمنًا من شرور الغي وطرق الردى. لكن سنة الله اقتضت أن يظل
المؤمن في تنازع، ومكابدة ليظل قلبه ثابتًا على الإيمان والتقوى، لكن
المؤمن مهما كانت قوة إيمانه؛ فلابد له من غفوة وضعف، فإنما سمي القلب لشدة
تقلبه، وعدم ثبته على حاله، كما قال الشاعر: وما سمي الإنسان إلا لأنسه
*** ولا القلب إلا أنه يتقلب



وأحسن منه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {إنما سمي القلب من تقلّبه،
إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة، تعلّقت في أصل شجرة، يقلّبها الريح
ظهرًا لبطن} [الراوي: أبو موسى الأشعري، المحدث: الألباني، صحيح الجامع
رقم: 2365]. وهذا التقليب الذي هو أخص صفات القلب، هو منشأ كون الإنسان
موصوفًا بالظلم والغدر والخطأ؛ فإنه متقلب في أحواله، متغير في صفاته،
تغلبه الشهوة، كما تلتبس عليه الأمور بالشبهة، ويطغى عليه النسيان كما
يتمادى به الهوى والطغيان، وتغره المتاع، كما تقهره الطباع، فهو لسبب أو
لآخر متقلب في طبعه.



2- تطهير القلوب بالتوبة: وهذا التقلب في الإنسان، ما خلقه الله -جل وعلا-
إلا ليبتليه بخطئه كما يبتليه بصوابه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
{والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون
فيستغفرون الله، فيغفر لهم} [الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، صحيح].



وليطلعه على رحمته إذا هو تبصَّر بذنبه وعاد إلى الله تائبًا طائعًا، ومن
هنا أخي لابد أن تعلم أنك في كل وقت وحين في حاجة إلى تجديد التوبة
والإكثار من الاستغفار؛ فإنهما يطهران القلب من شوائب المعاصي وآثارها
وسوادها، ولهذا أوصى الله -جل وعلا- عباده المؤمنين بالتوبة، وجعلها أساس
فلاحهم فقال: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: 31].



وفي الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {تعرض الفتن على القلوب
عرض الحصير عودًا عودًا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب
أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة
ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربدًّا كالكوز مجخيًا لا يعرف
معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه}[الراوي: حذيفة بن اليمان،
المحدث: الألباني، صحيح الجامع رقم: 2960].



رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانها


وترك الذنوب حياة القلوب *** وخير لنفسك عصيانها
أخي الكريم: فإذا علمت أن الذنوب تمرض القلوب، وتطمس بصيرتها، وتعطل عقلها،
فاحرص على تطهير قلبك من أمراض المعاصي باجتنابها، وملازمة التوبة
والاستغفار لإبطال مضراتها، فإن قوة قلبك وسلامته مرهونة بصفائه ونقائه،
وإنما ينقى قلبك بثلاثة أشياء:

الأول: بالتوبة إلى الله، والاستغفار من الذنب.



الثاني: بالإكثار من الحسنات، فإنهن يذهبن السيئات، كما قال -تعالى-:
وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ
الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
[هود: 114].



الثالث: الحرص على أسباب المغفرة، كالصلاة، والنوافل، والوضوء، وانتظار
الصلاة بعد الصلاة، والعمرة والحج، ونحو ذلك من موجبات المغفرة المبسوطة في
كتب الفضائل والسلوك.



فقد أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاذًا فقال له: {اتق الله حيثما
كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن} [الراوي: معاذ بن
جبل و أبو ذر الغفاري، المحدث: الألباني، حسن].



3- تطهير القلب من الأمراض: فإن طهارة القلب من أمراضه، وخلوّه من أعراضها،
هو أعظم أسباب قوته ولينته ورقته وخشوعه، وصاحبه هو خير الناس وأحبهم إلى
الله، كما في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : قلنا: يا نبي
الله من خير الناس؟ قال: {ذو القلب المخموم، واللسان الصادق، قال: قلنا: يا
نبي الله! قد عرفنا اللسان الصادق، فما القلب المخموم؟ قال: هو التقي
النقي؛ الذي لا إثم فيه، ولا بغي ولا حسد، قال: قلنا: يا رسول الله! فمن
على أثره؟ قال: الذى يشنأ الدنيا، ويحب الآخرة. قلنا: ما نعرف هذا فينا إلا
رافع مولى رسول الله، فمن على أثره، قال: مؤمن في خلق حسن} [الراوي:
عبدالله بن عمرو بن العاص، المحدث: الألباني، صحيح].



فها هنا بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طريق نقاء القلوب وحقيقتها، وجمع بيانه ثلاث صفات هي: اجتناب الإثم، والبغي، والحسد.



فهذه الصفات هي من أخطر أمراض القلوب، والتي ما أصابت قلبًا إلا ملأته سوءًا، وظلمة، وطمست نوره وأضعفت بصيرته.



وإذا كانت الآثام تنكت نكتات سوداء في القلوب، فإن الحسد يأكل حسناتها الموجبة لنقائها كما تأكل النار الحطب.



"والحسد هو: تمني زوال نعمة المحسود، أو هو البغض والكراهية لما يراه من
حسن حال المحسود، وهو طبع لئيم يسكن القلوب الضعيفة الميتة مهما كان شأن
أصحابها، فلربما وجدت الضعيفة الميتة -مهما كان شأن أصحابها- فلربما وجدت
المرء قد ملك من صفات الحسن، وأسباب الملك ما لم يملكه غيره؛ لكنه لغلبة
طبعه الحاسد لا يحب رؤية النعمة على غيره".



أخي الكريم: واعلم أن الحسد هو من الاعتراض على حكم الله -سبحانه-، كما
قيل: "من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد".



قال بعضهم: "ما رأيت ظالمًا أشبه بمظلوم من الحسود؛ نفس دائم، وهم لازم،
وقلب هائم". وإذا تأملت في قول الله -جلّ وعلا-: وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ
إِذَا حَسَدَ [الفلق: 5]؛ علمت أن الحسد طبع غالبًا ما يتسلل إلى القلوب،
لكن القلوب الحية بالإيمان تبصر شعاعه، فتعكسه وتطرده وترده خائبًا، لكن
القلوب الضعيفة تستجيب؛ ولذلك قال -تعالى-: وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا
حَسَدَ [الفلق: 5].



قال ابن تيمية: "ما خلا جسد من حسد، ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه".



قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: {لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا،
ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق
ثلاث} [الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، صحيح].



واعلم أخي أن الحسد كما يوجب قسوة القلب، ولؤم الطبع، وفساد الأخلاق، فهو
يعطل القلب من اكتساب أعظم الثواب، إذ القلب الخالي من الحسد مملوء ولابد
بالخير؛ فلا تجد صاحبه إلا يحدث نفسه بفعل الخيرات، وإن عجز عنها، قد سارت
به نيته الصافية، وحبه لنفع العباد، ما لم تسر الصلوات والقربات بالعباد!.



وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: {إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلّ امرئ ما
نوى} الحديث [رواه: عمر بن الخطاب، المحدث: الألباني، صحيح].



أخي: فإن رُمت القلب الطاهر، فوطن نفسك على الصبر، وجاهد نفسك في بذل النفع
للعباد، تُحسن إلى من أساء إليك، وتصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتسامح من
آذاك، في الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {المؤمن الذي يخالط
الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم}
[الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: ابن حجر العسقلاني، إسناده حسن].



فكما أن تطهير قلبك من الحسد يوجب لك النقاء والسلامة، فهكذا صبرك على
الحسود، واحتمالك لأذاه، وإحسانك إليه؛ يوجب لك الخيرية والراحة والنصر،
كما يمتص حسد الحاسد ويرده، فإن الغالب في الناس أن الإحسان يمتلك قلوبهم،
ويردهم إلى رشدهم.



كما قال الشاعر:



أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسان


وأحسن منه قول الله -جل وعلا-: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا
الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:
34].

4- أغن قلبك بالقناعة: فإن الحرص يسبب الفقر للقلب، ويحدث فيه فاقة لا
يسدّها شيء أبدًا، أما القناعة والرضى بما كتبه الله من الرزق؛ فيوجب للقلب
الغنى، ويولِّد فيه الطمأنينة والسكينة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- لأبي ذر: {يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟ قلت: نعم يا رسول
الله! قال: فترى قلة المال هو الفقر؟ قلت: نعم يا رسول الله! قال: إنما
الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب} [الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث:
الألباني، صحيح الترغيب برقم: 3203].



والقناعة متى سكنت القلوب؛ أصابها الخير كله، وسلِمت من آفات الشح والحرص
والبخل، وهي من أخطر الأمراض الفتاكة قال -تعالى-: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن: 16].



وعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {واتقوا
الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا
محارمهم} [الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: مسلم، صحيح].



والشح: هو شدة الحرص.



ومن ينفق الأيام في جمع ماله *** مخافة فقر فالذي فعل الفقر


ولا تحسبن الفقر فقر من الغنى*** ولكن فقر الدين من أعظم الفقر
أخي الكريم: واعلم أن العناية بمقويات القلب وأسباب عافيته أكثر من أن تحصر
في هذا الكتاب، ولكن عليك بكثرة ذكر الله بعد أداء فرائضه؛ فإنه أعظم عون
لك على طهارة قلبك، فإنك إن داومت على ذكر الله تسبيحًا، واستغفارًا،
وتهليلاً، وتكبيرًا؛ وجدت أثر ذلك واضحًا على قلبك، فإن زدت حرصًا على
الصيام واجتنبت كثرة النوم والأكل والكلام والضحك؛ نلت عافية قلبك وسلامته.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elsaka.forumarabia.com
 
كي يظل قلبك حيا !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الاجتماعى (محمد السقا ) :: قرأن كريم :: تفسير واحاديث-
انتقل الى: