Admin Admin
عدد المساهمات : 688 تاريخ التسجيل : 06/09/2011
| موضوع: بذرة الإنسان منقول السبت سبتمبر 29, 2012 10:02 pm | |
|
لكي يكون هناك إنبات لابد أن يكون هناك بذرة، ولكي تنبت هذه البذرة لا بد أن يكون بها جنين، ولكي ينبت هذا الجنين لا بد أن يكون حياً، وكما ذكرنا سابقاً، فلو أن هناك بذرة تحتوي على جنين ميت فإنها لا ولن تنبت أبداً. والفيصل في أن يكون الجنين حياً أن يحتوي علي كروموسوماته الوراثية حية وسليمة، فهذه الكروموسومات تمثل كتاب الحياة، والمكتبة الرقمية التي تحتوي علي كل أسرار وخصائص هذا الكائن الحي.
وقد أشار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإنسان سينبت يوم البعث من أحد عظامه، وخصوصاً تلك العظمة التي منها تم خلقه وتركيبه ومنها ينبت يوم القيامة، هذه العظمة هي - كما أشار الحديث - "عجب الذنب". والسؤال الآن : أين مكان هذه العظمة في جسم الإنسان؟. وللإجابة عن ذلك ننتقل نصاً إلى قولالدكتور "مصطفى عبد المنعم" أستاذ علم الأجنة والتشريح - كلية الطب - جامعة طيبة بالمدينة المنورة حيث يقول في مقال له بموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تحت عنوان "عجب الذنب اكتشافات جديدة": لقد بني علماء المسلمين في النصف الثاني من القرن العشرين فهمهم للإعجاز في حديث عجب الذنب على قاعدتين علميتين أساسيتين، أولا: أن العصعص هو ما تبقي من جزء أولى من الجنين يعرف باسم (the Primitive streak) وهو جزء محوري عرف بأنه يظهر في أوائل الأسبوع الثالث وتمر منه خلايا من طبقة الإكتوديرم لتكون طبقة الميزوديرم ثم يتقلص (the Primitive streak) وما يتبقي منه إلى أجزاء ضئيلة تكون ممثلة في الإنسان في فقرات العصعص، ثانياً: أن الدليل على أصل قدرة هذا الجزء على تكوين مختلف الأنسجة بالجسم هو أنه في حالة حدوث ورم في هذا الجزء لدى الطفل المولود (teratoma) فإن هذا الورم يحوى نماذج من جميع أنسجة الجسم المختلفة (شعر- أسنان- غدد- ......).
وأشار الدكتور مصطفى عبد المنعم أنه عند الدراسة في عموم المراجع العالمية قد يصاب الباحث بالإحباط حين يرى إجماع هذه المراجع أن (Primitive streak) تختفي بنهاية الأسبوع الثالث أو منتصف الأسبوع الرابع لتطور الجنين مما يعنى نسف كل التصور الذي سبق. ولكن الحقيقة أن (Primitive streak) قبل اختفاءها تترك إبناً لها يعرف باسم (Caudal eminence) في منطقة (The Mesoderm) ثم تختفي Primitive streak نفسها كلياً وبقاء شيء من (Primitive streak) في منطقة الإكتوديرم من الواضح أنه هو الذي يؤدى إلى تكون الورم الخبيث المعروف باسم (teratoma) والذي هو أشهر ورم خبيث في الأطفال على الإطلاق.
وعلى عكس ما كان متعارف عليه سابقاً فإن هذا الجسم (Caudal eminence) هو المسئول عن تكوين ليس فقط عجب الذنب ولكن أيضاً الأجزاء الأساسية للعمود الفقري والحبل ألشوكي والأغشية المحيطة به تحت مستوى L2. وهذا تأكيد على صدق قوله صلى الله عليه وسلم (منه خلق).
وفي أكثر من تجربه أجراها العالم الألماني "هانس سبيمان"(Hans Spemann) وجد أن هناك ما يسمي بالشريط الأولي هو المسئول عن خلق جميع أجهزة الجسم في الجنين البشري، ولإثبات هذه النظرية قام بنقل هذا الشريط الأولي لعدد من الحيوانات بجوار أجنتها الأصلية ووجد أن هذا الشريط الأولي نما كجنين ثانوي بجوار الجنين الأصلي.
وفي تجربه أخري قام العالم "هانس" وتلاميذه بطحن هذا الشريط الأولي بقوة وقاموا بعد ذلك بزراعته في أجنة الحيوانات كما أسلفنا فوجد أن هذا الشريط الأولي نما مرة آخري تماما مثل المرة الأولي، مما أكد له أن هذا الشريط الأولي لا يبلي بالطحن، وزيادة في الإثبات قام هذا العالم ورفاقه بغليه وزرعه مرة أخرى في جنين ثالث فنما مكونا محورا جنينيا جديدا مما أكد له أن خلايا هذا الشريط الأولي لا تتأثر بالغليان.
وقد منح سبيمان جائزة نوبل سنه 1935 على اكتشافه لدور الشريط الأولي في تخليق جميع أجهزه الجسم، وفى أن خلاياه لا تبلى بالطحن أو الغليان .وفى شهر رمضان 1424 هـ قام " الدكتور عثمان جيلان "بتجربة مماثله في اليمن أحرق فيها خمسا من عصاعص الأغنام باستخدام مسدس غاز لمده عشر دقائق حتى احمرت من شده الحرارة وتفحمت، و بدارستها تبين أن خلايا عظمه العصعص لهذه الأغنام الخمسة لم تتأثر بالإحراق وبقيت حيه.
صور لسبيمان وأكتشافه لدور الشريط الأولي في تخليق جميع أجهزة الجسم وحصوله لجائزة نوبل ومع كل هذا فإن هناك قولاً آخر للدكتور احمد شوقي إبراهيم في مقال له نشرته جريدة اللواء الإسلامي مفاده أنه كطبيب لا يرى أن عظمة العصعص هي عجب الذنب أو حتى تحتوي على بقايا منه، فكل الجسد يبلى ويتحول إلى تراب ولا يتبقى منه إلا الذرات المكونة له، وهذه الذرات هي عجب الذنب وفقط.
[size=21][size=21][/size][/size]
عجب الذنب والمادة الوراثية
الحقيقة ومن الدراسات العلمية الحديثة كما أسلفنا نجد أنه من المنطقي أن بذرة الإنسان وهي عجب الذنب يجب أن تكون جزء حي محمي بحماية شديدة لا يؤثر فيه النار أو الضغط أو تغير الظروف المناخية المختلفة من برد قارص إلي حرارة عالية وغير ذلك.
كما انه من المنطقي أيضاً في ظل ما هو متوافر لدينا من معلومات عن كيفية نشؤ الحياة في كل الأجناس والكائنات الحية، أنه يجب أن يحتوي هذا الجزء المتبقي علي كتاب الحياة أو المادة الوراثية المخزن عليها كل المعلومات الخاصة بالكائن الحي مثل لون العينين ولون البشرة ونوع ولون الشعر، القلب والأقدام، الدم واللسان وكل ما يتعلق بالكائن الحي يجب بل يلزم أن نجد له معلومة مخزنة في هذا الكتاب والذي يعرف بالدنا "DNA".
ولا يجب أن يصاب المرء بالإحباط كما يشعر الدكتور عبد المنعم حين يرى أن الشريط الأولي يختفي بعد الأسبوع الثالث وبداية الأسبوع الرابع من تكون الجنين، ولا يجب أن ننفي وجود عجب الذنب بالمرة كما يقول الدكتور احمد شوقي إبراهيم في مقاله السابق الإشارة إليه، إذ لا يلزم أن يتبقى من الإنسان سوى خلية واحدة فقط حية، لا أكثر، خلية واحدة تحتوي على المادة الوراثية للكائن الحي تحوي جميع المعلومات والبيانات والأسرار عن هذا الكائن.
ولتصور مقدار الأسرار التي يحملها كتاب الحياة "DNA" نضرب لكم مثلاً بعملية الاستنساخ والتي أسفرت عن ظهور النعجة "دولي" ، في أبسط وصف لهذا الاستنساخ هو نقل كتاب حياة من خلية غير جنسية إلي خلية جنسية وأثمرت هذه العملية عن جنين أعطي هذه النعجة، ولكن ما أريد الإشارة إليه هنا هو أن النعجة الوليدة لم تبدأ حياتها ككل المخلوقات طفلاً ثم شاباً ثم شيخاً، بل بدأت حياتها من عمر كتاب الحياة للأم بدأت حياتها بعمر 6 سنوات، وما كان ذلك إلا لأن كتاب الحياة يخزن بين طيات صفحاته عمر الكائن الحي، وحالته، ومزاجه، وكل ما يعتريه من تغيرات وتقلبات حياتية.
ومنذ سنوات غير قليلة تقوم العديد من المعامل بزراعة الخلايا النباتية وتنميتها حتى تصبح نباتاً كاملاً ويباع في الأسواق كشتلات عالية الجودة، وهذا العلم يعرف بعلم زراعة الخلايا والأنسجة. كما أن زراعة الخلايا الحيوانية والبشرية دخل أيضاً حيذ التنفيذ في عديد من معامل الجامعات ومراكز البحوث ومراكز البحث والتطوير في شركات الأدوية والعلاجات الصيدلية الكبرى. إذن مسألة إنبات الخلية الحية لتصبح نسيجاً ليس شيئاً غريباً في المجتمع العلمي أو حتى علي مستوي القارئ الغير متخصص.
[size=21][size=21][/size][/size]
يا ترى، أي نوع من الخلايا يمكن أن نطلق عليه "عجب الذنب"؟، وللإجابة على هذا السؤال، دعونا نعود مرة آخري إلي الحديث عن كتاب الحياة أو "DNA"، فمن أساسيات دراسة هذه المادة الوراثية يجب أن نعرف أنها تتكون من تتابع متسلسل من القواعد النتروجينية تعارف العلماء على أنها أربع قواعد نتروجينية يرمز لها عادة بالحروف الانجليزية ATCG عدد هذه القواعد في الجينوم البشري ما يقارب 3 مليار قاعدة نتروجينية، ومن العجيب أن هذه القواعد تتشابه في تتابعا بنسبة 99.9% في كل بني البشر ونسبة الاختلاف لا تزيد عن 0.1 % وهذه النسبة الضئيلة جداً هي التي تقسم عالم البشر إلى ابيض واسود وطويل وقصير ونحيف وسمين إلى ما لانهاية من الاختلافات الموجودة بين مليارات البشر بحيث لا تجد واحداً من هذه المليارات يتشابه تشابه كامل مع شخص آخر.
هذا علي المستوى العام وعلى مستوى الشخص الواحد أيضاً لا نجد اختلافاً يذكر في تركيب هذه المادة الوراثية في جميع خلايا الجسم، فكتاب الحياة الموجود في خلية الدم هو نفسه الموجود وبذات التركيب في خلايا العين أو القلب أو العضلات أو أي جزء آخر من أجزاء الجسم. ولكن وبحكمة من الله الخالق الذي ميز كتاب الحياة بصفحات كل صفحة فيه تسمى جين وكل جين أو مجموعة من الجينات تكون مسئولة عن تكوين وظيفة أو عضو معين. فنجد جينات تكوين الدم مثلاً موجودة علي كتاب حياة خلايا العين ولكنها متوقفة ولا تعمل في العين وتعمل في الدم فقط وهكذا بالنسبة لباقي أجزاء الجسم.
إذن فخلية عجب الذنب لا ينبغي أن تكون مثل هذه الخلايا، فلو كانت خلية دم لأنتجت دماً فقط، ولو كانت خلية جلد لأنتجت جلداً فقط، وهكذا، ولكنها خلية يجب أن تنمو لتعطي وتتمايز إلي كل أعضاء الجسم، بمعني آخر أن الصفحات المكونة لكتاب الحياة بهذه الخلية يجب أن تكون جميع جيناتها مفتوحة وغير مقفلة، وإلا ما أعطت أبداً كائناً كاملاً.
خلاصة القول أننا ومن هذه المقدمة البسيطة يمكن أن نقبل وبشكل منطقي أن يكون عجب الذنب ما هو إلا خلية واحدة فقط تبقي من الإنسان ولا تبلى ولكنها يجب أيضاً أن تكون خلية جذعيه تستطيع عند نموها وإنباتها أن تتمايز لتعطي كائناً كاملا.
الأمر الأخر هو كيف لهذه الخلية الحية أن تبقى أبد الدهر ولا تبلى، ولا تموت، ولكي يتحقق ذلك يجب أن تحتفظ هذه الخلايا بكتاب الحياة الخاص بها بدون أن يتحلل أو يموت، كما يجب وفي نفس الوقت أن تكون عملياتها الأيضية وتحولاتها الغذائية في أضيق الحدود إن لم يكن من الأفضل لها أن تنعدم.
وفي مجال تخصصي الخاص بالتكنولوجيا الحيوية الميكروبية نقوم عادة بحفظ الخلايا الميكروبية لعدة سنوات في أنبوبة وعلى درجة حرارة الغرفة وذلك بتجفيدها، والتجفيد هنا يعني نزع الماء منها تماماً وذلك باستخدام أجهزه مخصصة لذلك، ثم بعد أن تنشأ حاجة لإعادة إحياء هذه الخلايا نقوم فقط بإذابتها وإمدادها بالماء فتدب فيها الحياة مرة أخرى وتنمو وتتكاثر وتنتج كما كانت سابقا وبلا أدني مشكلة.
وعليه فإن هناك شيئاً ما يحدث عند موت الإنسان يمكن خلية عجب الذنب - التي أشار لها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف - وبطريقة طبيعية من فقد المحتوى المائي لها بالكامل، مع لزوم أن تكون أيضاً محاطة بنوع ما صارم من الحماية والوقاية، هذه الحماية قد لا يوفرها جزء آخر من الجسم غير أحد العظام شديدة الصلابة والمرونة في نفس الوقت، بالإضافة إلي أن الغلاف الخلوي لهذه الخلية قد يكون فيه من المواصفات والخصائص ما قد يحوله عند انقطاع المدد الغذائي بموت الإنسان إلي كبسولة من نوع فريد لا يهلكها أقسي الظروف والنوائب والأعراض والحوادث ولو كانت في بطن الحوت، أو فوهة بركان.
وخلاصة القول أن الله سبحانه وتعالى أكد في غير آية من القرآن إننا سننبت من الأرض يوم البعث، ثم أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه إلى أن البذرة التي سننبت منها يوم القيامة هي جزء يتبقي من جسم الإنسان لا تأكله الأرض وهو عجب الذنب، واجتهد المفسرون القدامى – جزاهم الله عنا خير الجزاء - وقالوا أن هذا الجزء هو عظمة العصعص، ثم جاء من بعدهم من قال انه ليس كل عظمة العصعص ولكنه الشريط الأولي الذي يركب منه الإنسان عند خلقه جنيناً في بطن أمه، ثم جاء أيضاً من يقول أن هذا الشريط الأولي يختفي تماما بعد الأسبوع الثالث من تكون الجنين.
وهنا نقول انه يكفي فقط أن تبقى منه خلية واحدة فقط حية تحتوي على كتاب الحياة كل صفحاته مفتوحة أو مقرؤة، وأن هذه الخلية لها من الصفات والخصائص ما يمكنها من فقد مائها بمجرد موت لإنسان، وان الله قد يكون قد ألهمها أن تقوم أثناء موت الإنسان بمجموعة من الاحتياطات والدفاعات ما يمكنها من بقائها حية، ولا بأس من أن تكون أيضاً في حماية أحد عظام الجسم ولكن يجب أن تتميز هذه العظمة بالقوة والصلابة والمرونة في نفس الوقت حتى تستطيع أن تظل حية رغم الأهوال والعواصف، ويكفي أهوال يوم القيامة نفسه.
[size=21][size=21][/size][/size]
صفات الماء الذي ستنبت منه الأجساد يوم البعث
لم يحدد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صفات ومواصفات الماء الذي سينزله الله على الأرض ليحي به الموتى يوم البعث، حيث أن الحديث النبوي الشريف يقول: (ما بين النفختين أربعون قال أربعون يوما قال أبيت قال أربعون شهرا قال أبيت قال أربعون سنة قال أبيت قال ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة).
والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن في هذه اللحظة هو: إذا كان الماء يساعد في إنبات الإنسان مرة آخري، فلماذا لا ينبت الموتى في القبور؟ والتي يسقط عليها سنوياً آلاف الأطنان من مياه الأمطار سنوياً، أو هؤلاء الذين ماتوا غرقاً في بحر أو نهر أو بئر أو غيره مما يغرق فيه، الحقيقة أننا لم نرى أو حتى نسمع عن أحد نما ونبت بعد غرقه أبداً منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وحتى الآن على الأقل.
هذا يعني وبمنتهي البساطة أن الماء الذي ينبت خلايا الإنسان مرة آخري لا بد وأن يكون له من الخصائص والصفات ما قد يكون مختلفاً بالكلية عن ماء الدنيا. وهنا يجب أن نعرف أن التوتر السطحي للماء العادي 73 داين/سم – الداين هو وحدة قياس القوة اللازمة لاختراق الماء لجسم الإنسان – والجسم يحتاج ماء بقوة شد سطحي 45 داين/سم حتى يخترق الماء جدره الخلوية.
ولذلك تقوم البروتينات الموجودة على جدر الخلايا الحية بعملية تخفيض هذا التوتر السطحي من 73 إلي 45 داين/سم وبالتالي تتم عملياتها الحيوية بسلاسة لا يلحظها الإنسان مطلقاً، وعليه فان الخلايا الميتة لا يمكنها أبداً أن تقوم بهذه العملية الحيوية وبالتالي فان وجود الخلية البشرية منقوعة في الماء لا يؤثر أبدا عليها ولا يحيها مطلقاً، لاستحالة دخول الماء إليها.
هذا ما أثبته الدكتور "اليكس كوريل" – الحاصل علي جائزة نوبل في ثلاثينيات القرن الماضي والذي أستطاع أن يحافظ على خلية من قلب دجاجة حية لمدة 37 سنة وأعلن بأن السر في ذلك يكمن في خفض التوتر السطحي للماء وبالتالي تسهيل عمليات الأيض بالخلية.
كما أن هناك أنواع أخري من المياه لها القدرة علي المحافظة علي خلايا بشرية حية لعدة أعوام، ولمعرفة هذا الماء المسمي "تريهالوز" دعونا نحكي القصة من أولها، فقد كان البروفيسور "جون كرو" من أوائل المتعلمين في المدرسة العليا بولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية وتخرج منها في عام 1961، وأثناء دراسته قام بتجفيف أحد أنواع العناكب الصغيرة المسماة بدببة الماء أو ما يطلق عليه بالانجليزية "Tardigrades". ودببة الماء هي كائنات حية بحجم رأس الدبوس يمكن تجفيفها وحفظها في سائل معلق مثل الفورمالين. ولم يكن يتخيل العالم "كروكان" أن هذه التجربة التي أجراها يوما ما بلا هدف ستقوده لاكتشافات هامه في المستقبل قد تنقذ حياة الملايين من البشر.
وبعد ما يقرب من عشرين عاما من تجفيف هذا المخلوق الصغير قام "كرو" بإخراجه من محبسه ووضعه علي شريحة ميكروسكوب زجاجية ووضع عليه نقطة ماء ثم تركه لفترة دقائق وبدأ يراه تحت الميكروسكوب، وفجأة سمعه تلاميذه يصرخ "يا رب إنها معجزة" إن العنكبوت يعود للحياة: إنه يتحرك". وأخذ "كرو" وتلاميذه التفكير، فماذا يكون هذا المخلوق الذي يقضي عليه لمدة عشرون عاماً في مادة سامه ثم يعود مرة أخري؟ ما السبب؟ هل تفعل نقطة ماء هذا السحر؟. | |
|