Admin Admin
عدد المساهمات : 688 تاريخ التسجيل : 06/09/2011
| موضوع: دموع المآذن..!!! السبت مارس 09, 2013 12:30 pm | |
| دموع المآذن..!!!
بسم الله الرحمن الرحيم،،والحمد لله رب العالمين،،والصلاة والسلام علي رسول الله،،أما بعد؛ فهذه وقفات وتأملات في أحوال الخاشعين والخاشعات . نؤمن فيها علي الدعوات ، ونمسح الدمعات ، ونذكر الصلوات . نقف علي مآذن المساجد ، فها هي دموع المآذن تسيل في البكور و الأصيل . عجباً هل تبكي المآذن؟ّ!نعم تبكي المآذن..وتئن المحاريب..وتنوح المساجد. بل تنهد الأرض والسماوات..وتنهد الجبال الراسيات إذا غاب الصالحون والصالحات . تبكي المآذن اذا فقدت صلاة المصلين وخشوع الخاشعين وبكاء الباكين . تبكي لفقد عمارها بالأذكار وتعظيم الواحد القهار . فمن يمسح دمعها..ومن يرفع حزنها.."في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال*رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار*ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب".... إنها الصلاة..قرة عيون الموحدين،ولذة أرواح المحبين. بستان العابدين،وثمرة الخاشعين،فهي بستان قلوبهم ولذة نفوسهم ورياض جوارهم،فيها يتقلبون في النعيم،ويتقربون الي الحليم الكريم. عبادة عظم الله أمرها،وشرف أهلها،هي أول ما فرض علي المسلمين ، وهي آخر ما أوصي به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، وآخر ما يذهب من الاسلام ، وأول ما يسأل عليه العبد بين يدي الملك العلام. الصلاة أحد أركان الاسلام..ومبانيه العظام،ومن عظمة قدرها ورفعة شأنها أن الله لما أراد أن يفرضها علي عباده رفع خاتم الأنبياء الي أعلي السماء،ثم خاطبه بفرضها،ووعد بعظيم أجرها. فنحمد الله العظيم الذي أذن لنا بالوقوف بين يديه..والاقبال بالقلوب اليه..وشكاية الحاجات اليه. نعم..ان الصلاة صلة ولقاء و تعبد ووفاء بين العبد في الارض والرب في السماء. هي المعين الذي لا ينضب،والزاد الذي لا ينفد،ولقد كان صلي الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلي الصلاة. بل ان كشف الكربات،وإجابة الدعوات،يكون أعظم ما يكون في الصلوات ، فهي عند الصالحين الطريق لرفع البلاء واجابة الدعاء. والعبد كلما كان بالصلاة أشغل وأولع،واليها انشط واسرع،كانت رحمة الله أقرب اليه،وفضل الله أوسع عليه. فانظر الي تلك المرأة الصالحة..مريم ابنت عمران..كانت مصلية عابدة في محرابها،فكان جزاؤها أن جعلها الله وابنها آية للعالمين،وأخرج منها نبيا وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين،فلما بشرت بذلك أمرت بشكر الله علي نعمه،فزادت في التعبد والصلاة.قال تعالي... "وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين*يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين" والصلاة تنهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر.فلا تكاد تجد أحد حريصا علي عبادته،مقبلا علي صلاته،إلا وجدته قريبا من الخيرات،بعيدا عن المنكرات.قال تعالي... "إن الإنسان خلق هلوعا*إذا مسه الشر جزوعا*وإذا مسه الخير منوعا*إلا المصلين*الذين هم علي صلاتهم دائمون".. ألا تري أن شعيبا لما أمر قومه بالايمان والعدل في الكيل والميزان علموا أنه لم يمنعه من المنكرات الا الصلاة.. "قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد".. ومن عظمة الصلاة وما فيها من ركوع ومن سجود أنها بها تنكشف الكربة العظمي عن جميع الخلق يوم القيامة ، فاذا اجتمع الأولون والآخرون..أبيضهم وأسودهم..كبيرهم وصغيرهم..عربيهم وأعجميهم،وطال الانتظار وزاغت الأبصار ، وتصبب منهم العرق، واشتد الخوف والفرق. كان انكشاف الهم وزوال الكرب والغم بسجدة واحدة تحت العرش . شفاعة الرسول صلي الله عليه وسلم،لن تكون الا للمصلين ، أما غير المصلين..فلا والله..ولا كرامة حتي؟؟ قال تعالي.. "يوم نحشر المتقين إلي الرحمن وفدا*ونسوق المجرمين الي جهنم وردا*لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا".. وما هو العهد؟قال صلي الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة،فمن تركها فقد كفر".. بل كيف يرجو تارك الصلاة نيل الشفاعة يوم الأهوال والويلات،والنبي صلي الله عليه وسلم قد أخبر أنه لا يعرف أمته من بين الأمم يوم القيامة إلا بآثار الوضوء،فقد قال صلي الله عليه وسلم لأصحابه يوما : "وددت أنا قد رأينا إخواننا"..قالوا:أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: "أنتم أصحابي..وإخواننا الذين لم يأتوا بعد". فقالوا:كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال:"أرأيت لو أن رجلا له خيل غير محجلة—أي فيها بياض ونور في الوجه والأطراف – بين ظهري خيل دهم بهم – أي سود وحمر – ألا يعرف خيله؟ قالوا: " بلي يا رسول الله " قال: "فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء،ليس أحد كذلك غيرهم". قال تعالي..."يوم يكشف عن ساق ويدعون الي السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم زلة وقد كانوا يدعون الي السجود وهم سالمون".. نعم...ان الصلاة هي مفتاح الجنان،وطريق دار السلام،ومجاورة الملك العلام. إنما ينجو يوم القيامة أقوام صالحون،إذا أقبل وقت الصلاة اشتاقوا إليها، وأقبلت أجسادهم عليها، الصلاة لأحدهم ربيع قلبه، وحياة نفسه، وقرة عينه، ولذة جسده. بل هي جلاء حزنه، وذهاب همه وغمه، يفزعون إليها عند المصائب، ويلوذون بها في النوازل، يتعرف بها أحدهم إلي ربه في الرخاء فيعرفه ربه في الشدة. وفي الصحيحين: أن النبي صلي الله عليه وسلم كان جالسا في المسجد مع أصحابه يوما،فدخل رجل فصلي،وجعل النبي صلي الله عليه وسلم يرمقه وهو يصلي.ثم جاء فسلم علي النبي فرد..ثم قال:"ارجع فصل فانك لم تصل"...ثم يصلي فيعاود الرسول فيقول له " ارجع فصل فانك لم تصل"...ثم للمرة الثالثة..فقال الرجل:والذي بعثك بالحق..ما أعلم غير هذا فعلمني. فقال صلي الله عليه وسلم " إذا قمت إلي الصلاة فكبر..ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن..ثم اركع حتي تطمئن راكعا..ثم ارفع حتي تعتدل قائما..ثم اسجد حتي تطمئن ساجدا..ثم ارفع حتي تطمئن جالسا..ثم افعل ذلك في صلاتك كلها".. عجبا:فما أحوج كثير من الناس أن يقال له بعد صلاته:ارجع فصل فانك لم تصل..؟!ينقر أحدهم سجوده كنقر الغراب،ويركع مستعجلا كالمرتاب.لا يناجي ربه في السجود،ولا يخشع للرحيم الودود. ولكن من رحمة الله بنا أن شرع لنا ما نسد به نقص صلاتنا. فقد قال صلي الله عليه وسلم:"يقول ربنا عز وجل للملائكة – وهو أعلم – انظروا في صلاة عبدي..أتمها أم نقصها؟فان كانت تامة كتبت له تامة،وان كان انتقص منها شيئا قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فان كان له تطوع..فقال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه،ثم تؤخذ الأعمال علي ذلك".. وكان صلي الله عليه وسلم يحث علي السنن والرواتب،بل أخبر بالفضل العظيم لمن صلاها...قال صلي الله عليه وسلم.."ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة..تطوعا غير فريضة..إلا بني الله له بيتا في الجنة..أربع ركعات قبل الظهر..وركعتين بعد الظهر..وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء..وركعتين قبل الصبح".. أحبتي في الله..إن الجريمة الكبري والداهية العظمي أن يترك المرء الصلاة،فتاركوا الصلاة هم أنصار الشيطان و أعداء الرحمن، وخصوم المؤمنين وإخوان الكافرين. الذين يحشرون مع فرعون وهامان..ويتقلبون معهم في النيران. وقد قال صلي الله عليه وسلم.."بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة". وحال تاركي الصلاة عند الموت أدهي وأفظع. ذكر ابن القيم: أن أحد المحتضرين كان صاحب معاص وتفريط ، فلم يلبث أن نزل به الموت ففزع من حوله اليه، وانطرحوا بين يديه، وأخذوا يذكرونه بالله ويلقنونه لا اله الا الله،وهو يدافع عبراته ، فلما بدأت روحه تنزع صاح بأعلي صوته وقال : أقول : لا اله الا الله!! وما تنفعني لا اله الا الله؟!! وما أعلم أني صليت لله صلاة!!ثم أخذ يشهق حتي مات.. أما عامر بن عبد الله بن الزبير..فلقد كان علي فراش الموت يعد أنفاس الحياة و أهله حوله يبكون، فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب، ونفسه تحشرج في حلقه،وقد اشتد نزعه وعظم كربه. فلما سمع النداء،قال لمن حوله: خذوا بيدي..!! قالوا: إلي أين؟..قال: إلي المسجد..قالوا: وأنت علي هذه الحال!! قال:سبحان الله..!!أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه..خذوا بيدي..فحملوه بين رجلين..فصلي ركعة مع الامام..ثم مات في سجوده..نعم..مات وهو ساجد..!! وفي النهاية والختام أسأل الله العلي العظيم،أن يرزقني وإياكم حسن الخاتمة..!!
| |
|