Admin Admin
عدد المساهمات : 688 تاريخ التسجيل : 06/09/2011
| موضوع: الا رسول الله(نبيناالكريم(ص) في تراث أهل البيت) الأحد مارس 24, 2013 9:43 pm | |
| الا رسول الله(نبيناالكريم(ص) في تراث أهل البيت)
اللهم صلى على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن عدوهم ان خصوم محمد ص يتحدثون عن شخصية اخرى غير شخصيته الطاهرة فهم لا يعرفون محمد صلى الله عليه و اله و من عرفه منهم كتم و افترى لا يعرف محمدا ص الا من زكت نفسه و علت همته و طاب مولده
ان صورة محمد ص هى التى حفظها شيعة اهل بيته لا شيعة اعدائهم و هنا قبسات من كلام الوحيد الخراسانى حفظه الله فى مقدمة منهاج الصالحين: أشعة من حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نستضئ ببعض الأضواء الوهاجة من شمس حياته الساطعة ، التي هي بذاتها دليل على رسالته ونبوته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . عندما أعلن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعوته ، خافت قبائل قريش أن يطيعه الناس ، فبادروا إلى التهديد والتطميع ، وجاؤوا وفدا إلى عمه أبي طالب وقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سفه أحلامنا ، وسب آلهتنا ، وأفسد شبابنا ، وفرق جماعتنا ، فإن كان يحمله على ذلك العدم جمعنا له مالا فيكون أكثر قريش مالا ، ونزوجه أية امرأة شاء من قريش ، حتى وعدوه بالملك والسلطنة . فكان جوابه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما أردته " ( 1 ) . ولما رأوا أن التطميع لم يؤثر فيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنه ماض في أمره غير عابئ بتطميعهم ، عمدوا إلى التهديد والإيذاء ، ومن نماذج ذلك : أنهم كانوا عندما كان يقف النبي للصلاة في المسجد الحرام يرسلون أربعة من بني عبد الدار القادة العسكريين لقريش ، اثنين إلى يمينه يصفران ، واثنين إلى يساره يصفقان بأيديهما ليؤذياه بذلك ويشوشا عليه صلاته ! ( 2 ) . وذات يوم وهو في طريقه إلى المسجد رموا على رأسه التراب ، أو هو ساجد . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) تفسير القمي ج 1 ص 228 ذيل آية 4 من سورة ص . ( 2 ) مجمع البيان ج 4 ص 463 ذيل آية 35 من سورة الأنفال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فطرحوا عليه رحم شاة ، فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه ، فرفعته عنه ومسحته ! ( 1 ) . وبعد وفاة عمه وناصره أبي طالب ، اشتد البلاء وزاد أذى قريش له ، ففي تلك الظروف الخطيرة قصد النبي قبيلة ثقيف بالطائف وعرض عليهم أن يحموه حتى يبلغ رسالة ربه ، ولكنهم أبوا ذلك ، وتهزؤوا به ، ووجهوا عليه سفهاءهم وغلمانهم ، فقعدوا له صفين على طريقه ، فلما مر رسول الله بين صفيهم جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة ، حتى أدموا رجليه ، فخلص منهم وهما يسيلان دما ، فعمد فجاء إلى حائط من حيطانهم ، فاستظل في ظل نخلة منه وهو مكروب موجع تسيل رجلاه دما ، فإذا في الحائط عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله ورسوله ، فلما رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداس معه عنب وهو نصراني من أهل نينوى ، فلما جاءه قال له رسول الله : من أي أرض أنت ؟ قال : من أهل نينوى . قال : من مدينة العبد الصالح يونس بن متى ؟ فقال له عداس : وما يدريك من يونس بن متى ؟ فقال : أنا رسول الله ، والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى ، فلما أخبره بما أوحى الله إليه من شأن يونس خر عداس ساجدا لله ، ومعظما لرسول الله ، وجعل يقبل قدميه وهما تسيلان بالدماء ( 2 ) .
( 1 ) تفسير العياشي ج 2 ص 54 ، ح 43 ، في تفسير قوله تعالى : * ( والله خير الماكرين ) * سورة آل عمران : 54 . ( 2 ) مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 68 ، مجمع البيان ج 9 ص 154 ذيل آية 30 من سورة الأحقاف . ومع كل هذا الأذى ، ففي بعض الظروف طلب منه بعض أصحابه أن يدعو على قومه فقال " إنما بعثت رحمة للعالمين " ( 2 ) وكان يدعو لقومه " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون " ( 3 ) ! فكان يريد لهم من الله الرحمن بدل العذاب ، رحمة لا يتصور فوقها رحمة ، وهي نعمة الهداية ، وأضاف القوم إلى نفسه بقوله : " قومي " ليصونهم بذلك من عذاب الله ، ويكون شافعا لهم عنده بدلا من أن يشكوهم إليه ، ويعتذر لهم بأنهم لا يعلمون .
( 2 ) بحار الأنوار ج 8 ص 243 . ( 3 ) الخرائج والجرائح ج 1 ص 164
وكانت معيشته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الزهد والتقشف ، فكان طعامه خبز الشعير ، وما كان يأكل منه بقدر الشبع ( 4 ) . وقد جاءت إليه الصديقة الكبرى - في غزوة الخندق - ومعها كسيرة من خبز ، فدفعتها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما هذه الكسيرة ؟ قالت : قرصا خبزتها للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسيرة ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا فاطمة أما انه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث ! ( 5 ) . ولم يكن تقشفه كذلك بسبب قلة ذات يده ، فقد كانت تصل إليه - في نفس تلك الأيام - الأموال فيقسمها ويهب ويتصدق ، حتى أنه كان يعطي لشخص واحد . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 4 ) الأمالي للصدوق ص 398 ، مكارم الأخلاق ص 28 . ( 5 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ج 2 ص 40 باب 31 ح 123 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مئة بعير ! ( 1 ) . وقد فارق الدنيا وما ترك دينارا ولا درهما ولا غلاما ولا أمة ، ولا شاة ولا بعيرا ، وكانت درعه مرهونة عند يهودي على عشرين صاعا من شعير ، اشتراها لقوت عياله ! ( 2 ) . ولا بد من التأمل في نقطتين : الأولى : لا شك أن اليهودي لم يكن يطلب من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الوثيقة ، لمكانته وأمانته ، لكنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قصد أن يراعي قانون الرهن عند عدم كتابة الدين ، ليكون المال وثيقة عند الدائن ، حتى لو كان الدائن يهوديا ، والمدين أكبر شخصية في الاسلام . الثانية : أنه كان في متناول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أطيب الأطعمة وألذها ، لكنه اكتفى إلى آخر عمره الشريف بخبز الشعير ، حتى لا يكون طعامه أحسن من طعام أضعف رعيته ! ( 1 ) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 153 . ( 2 ) قرب الإسناد ص 91 .
نموذج من إيثار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن مكانة فاطمة الزهراء سلام الله عليها معلومة عند الخاصة والعامة ، فإن كتب الفريقين مشحونة بفضائلها ، كما يأتي ، وقد قامت في محرابها حتى تورم قدماها ( 3 ) تأسيا بأبيها ، وكانت مع استغراقها في عبادة الله تقوم بإدارة بيت ولي الله وتربية أبناء رسول الله ، حتى أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخل عليها ذات يوم فرآها تطحن
( 3 ) مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 341 .
بالرحى وترضع ولدها فدمعت عيناه ( 1 ) . ورآها علي ( عليه السلام ) وقد استقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، فقال لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضر ما أنت فيه . وجاءت إلى أبيها فاستحيت ، وانصرفت ، فعلم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنها جاءت لحاجة ، فجاءها وسألها عن حاجتها ، وأخبر علي ( عليه السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما أصابها من الضر والضرر الشديد . قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم ، إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين ، قال : فأخرجت فاطمة رأسها فقالت : رضيت عن الله و رسوله ثلاث دفعات . ( 2 ) ذلك الأب الذي كان متمكنا أن يملأ بيت ابنته ذهبا وفضة ويستخدم لها عبيدا وإماء ، ولا يرد عن بابه ذا حاجة إلا بقضاء حاجته ، أمسك عن استخدام خادمة
( 1 ) مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 342 ، مكارم الأخلاق ص 117 . ( 2 ) علل الشرايع ج 2 ص 366 باب 88 علة تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) وبتفاوت في من لا يحضره الفقيه ج 1ص 211 ، مكارم الأخلاق للطبرسي ص 280 ،
لسيدة نساء العالمين ، التي كانت بضعة منه ، ويريبه ما أرابها ( مسند أحمد ج 4 ، ص 328 ) ، في مثل هذه الحاجة الملحة لبنته التي هي أحب الخلق إليه ، إيثارا لفقراء أمته على مهجة قلبه . هكذا كانت سيرة الذي بعثه الله لأن يربي أمته بقوله تعالى { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }
نماذج من تعامله وأخلاقه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يجلس على الأرض ( 3 ) . ويأكل مع العبيد ، ويسلم على الصبيان ( 4 ) . وكان يأكل أكلة العبد ، ويجلس جلسة العبد ( 5 ) . مرت به امرأة بدوية وكان يأكل وهو جالس على الأرض ، فقالت : يا محمد ، والله إنك لتأكل أكل العبد ، وتجلس جلوسه . فقال لها رسول الله : ويحك أي عبد أعبد مني ؟ ( 6 ) . وكان يرقع ثوبه ( 7 ) . ويحلب عنز أهله ، ويجيب دعوة الحر والعبد ( 8 ) .
( 3 ) الأمالي للشيخ الطوسي ص 393 . ( 4 ) الأمالي للصدوق المجلس السابع عشر ح 2 ، ص 130 . ( 5 ) المحاسن ص 456 باب 51 ح 386 . ( 6 ) المحاسن ص 457 باب 51 ح 388 ، الكافي ج 2 ص 157 . ( 7 ) مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 146 . ( 8 ) المصدر السابق .
ويعود المرضى في أقصى المدينة ( 1 ) . ويجالس الفقراء ، ويؤاكل مع المساكين ( 2 ) . وكان إذا صافحه أحد لم يجر يده من يده حتى يتركها الآخر ( 3 ) . ويجلس حيث ينتهي به المجلس ( 4 ) . ولا يثبت بصره في وجه أحد ( 5 ) . يغضب لربه ولا يغضب لنفسه ( 6 ) . وأتاه رجل يكلمه فأرعد ، فقال له : هون عليك ، فلست بملك ، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد ( 7 ) . وقال خادمه أنس بن مالك : خدمت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تسع سنين ، فلم أعلمه قال لي قط هلا فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب علي شيئا قط ( 8 ) . بينا هو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الأنصار وهو قائم ، فأخذت بطرف ثوبه ، فقام لها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلم تقل شيئا ، ولم يقل لها النبي شيئا ، حتى فعلت ذلك ثلاث مرات ، فقام لها النبي في الرابعة وهي خلفه ، فأخذت هدبة من ثوبه ، ثم رجعت !
( 1 ) المصدر السابق . ( 2 ) المصدر السابق . ( 3 ) مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 147 . ( 4 ) مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 146 . ( 5 ) المصدر السابق . ( 6 ) المصدر السابق . ( 7 ) مكارم الأخلاق ص 16 الفصل الثاني في نبذ من أحواله . ( 8 ) المصدر السابق . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فقال لها الناس : فعل الله بك وفعل ، حبست رسول الله ثلاث مرات ، لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا ! ما كانت حاجتك إليه ؟ ! قالت : إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه ، ليستشفي بها ، فلما أردت أخذها رآني فقام فاستحييت منه أن آخذها وهو يراني ، وأكره أن أستأمره في أخذها ، فأخذتها ( 1 ) . وهذه الحادثة تدل على اهتمامه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكرامة الانسان لأنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تفطن إلى حاجة الجارية وكراهيتها للسؤال ، وقام من مكانه أربع مرات من أجل قضاء حاجتها ، ولم يستنطقها لئلا تقع الجارية في ذل السؤال ، فالذي يحافظ على حرمة جارية وكرامتها ، بهذه الدقة والأدب ، إلى أي حد تكون قيمة الانسان وكرامته في نظره ؟ ! وفي الوقت الذي كان اليهود يعيشون في دولته على العهد والذمة ، وكان هو في أعلى درجات القدرة ، كان لأحدهم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دنانير فتقاضاه ، فقال له : يا يهودي ما عندي ما أعطيك . فقال : فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني ! فقال : إذا أجلس معك ، فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة ! وكان أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتهددونه ويتواعدونه ، فنظر رسول الله ( صلى الله عليه و اله)
إليهم فقال : ما الذي تصنعون به ؟ فقالوا : يا رسول الله يهودي يحبسك ؟ فقال : لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ، ولا غيره . فلما علا النهار قال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 1 ) الكافي ج 2 ص 102 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ورسوله ، وشطر مالي في سبيل الله ، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة ، فإني قرأت نعتك في التوراة : محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة ، وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ، ولا متزين بالفحش ، ولا قول الخناء . وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وهذا مالي ، فاحكم فيه بما أنزل الله ، وكان اليهودي كثير المال ( 1 ) .
( 1 ) الأمالي للصدوق المجلس 71 ح 6 ، ص 552 .
منقول- من مواضيع الكاتب المستبصرإبن قبة. | |
|