فن التعامل "من النظرية إلى التطبيق العملي
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )
الحمد لله رب العالمين , والصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
من البديهي القول أن الإنسان لا يعيش لوحده كفرد في هذه الحياة بل هو مضر لان يعيش مع غيره من بني جنسه على الأرض , وغيره هذه تشمل دوائر عدة مركزها أنت وتكون اقرب دائرة إليك والديك تم تتوسع الدوائر لتشمل إخوتك ثم أقاربك و جيرانك تم أصدقائك و زملائك في العمل و هكذا
ولا شك أن التعامل مع المقربين يختلف تماما عن غيرهم وبحسب قربهم منك أو بعدهم يكون التعامل
وحيث إن كل فئة تحتاج إلى تعامل خاص و مختلف عن غيرها , فتعاملك مع والديك يختلف عن تعاملك مع أبنائك و الذي بدوره يختلف عن التعامل مع الأصدقاء وهكذا , الخبر السعيد انك لست بحاجة لتجربة طرق التعامل مع كل هذه الفئات المختلفة وتجربتك قد تنجح و قد تفشل فالخبرة البشرية و التجارب السابقة للبشر و أقوال الحكماء بل و تعاليم الكتب السماوية و وأخيرا الدورات ومنها هذه الدورة و الكتب قد وضعت لك أسس و قواعد التعامل مع كل هؤلاء. المطلوب منك فقط التعلم و تطبيق ما تعلمت على الواقع , وهنا أمر مهم و هو أن الذي يصنع الفارق بين الناس هو وضع ما يعلمون على ارض الواقع , قرات العديد من الكتب و مواقع الانترنت و سمعت الكثير من الاشرطة لكن لم المس تغير في حياتي اللهم الا في الجانب الثقافي ففي حلقات النقاش مع الاصدقاء اعتبر شخص مثقف , ولكن للأسف لا عمل لذلك لا نتائج , لكن عندما قررت التطبق العملي لما علمت انقلبت حياتي كلية و بدأت ارى نتائج باهرة في مختلف الجوانب الحياتية , و اطنك تعلم جيدا ماذا اقصد ,فربما تكو ممرت بهذه التجربة و من يدري فربما تكون شخص عنده الكثير من التقنيات و المعلومات ولكنك لا تطبق ما تتعلمه, لذلك ادعوك و اتحداك ان تكون بطلا و شجاعا و ان تنزل الان و تطبق ما سوف تتعلمه في هذه الدورة و تتمتع بالنتائج الباهرة التي سوف تحصل عليها بأذن الله.
دوافع تعلم مهارات التعامل :
)المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ؛ خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم(
لا شك ان الانسان بطبعه كائن اجتماعي ولا يستطيع العيش الا ضمن مجموعة لذالك فنحن بحاجة الى تعلم كيف نتعامل مع غيرنا من بني البشر
وفي نظري ان هناك العديد من الاسباب التي تجعلك تتعلم مهارات التعامل وهذه الاسباب تختلف من شخص لأخر بل ربما تختلف من موقف لموقف اخر فقد تكون هذه الاسباب دينية هدفك منها ارضى الله تعالى فأنت يجب ان تطيع وادليك و تخفض لهما جناح الرحمة و ايضا قد تريد العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن هين لين فتحسن التعامل مع اخوك المسلم و هكذا
وقد تكون دوافع لجلب منفعة شخصية فلكي تقضي مصلحة ما فيجب ان تتقن التعامل مع الموطف المختص و بالعكس يجب ان تتعلم كيف تتعامل مع الزبائن ان كنت صاحب متجر وهكذا
كذلك لكي تقضي وقت ممتع مع اصدقائك يجب ان تتقن بعض مهارات التعامل هذا ان كنت تود الاحتفاظ بصدقات دائمة و متينة
ربما تود إضافة أسباب أخرى تجعلك تتقن و تتعلم مهارات التعامل فالباب مفتوح و لا شك ان هناك العديد من الاسباب الاخرى الغاية و الغرض ان تعلم ان هناك شيء يدفعك لتعلم هذه المهارات.
ثوابت في التعامل مع الآخرين :
الرؤية الشخصية:
أحد أهم المبادئ في حياني هي أن يرضى الله عني وتبعا لهذا المبدئ بالتأكيد فسوف اعامل الناس بشكل جيد لان معاملتي الحسنة للناس " وهذا يشمل والدي اخوتي اصدقائي جيراني" سوف تجلب رضى الله عني لان الله امرني بذلك .
ان المبادئ و الرؤية التي تحددها لنفسك سوف تقرر كيفية معاملتك لغيرك وكذلك لو كان شخص يعتقد ان الناس جميعا مصلحيون و انهم سوف يستغلونه فلك ان تتخيل كيفية معاملته للناس و هكذا .
فهم السلوك البشري
خلق الله الناس مختلفين منهم الابيض و الاسود و منهم الغني و الفقير و كذلك منهم الغضوب و المرح و هكذا فمعاملتك للناس تكون على حسب اختلافاتهم .
رضي الناس غاية لا ترك
لا شك ان رضى جميع الناس غاية صعبة المنال لانه لو كان هناك بشر يفترض ان ينال رضى الجميع لكن النبي صلى الله عليه وسلم و لا شك ان هناك الكثير ممن يجهر بعداوة النبي , المهم في الموضوع ان تكسب احترام الاخرين لا رضاهم والفرق واضح وبين
مهارات و تقنيات التعامل :
هذا هو الجزء الاهم من الدورة هنا سوف ترى العديد من التقنيات في فن التعامل و التى سوف تلاحط انها منبثقة من الفطرة الانسانية فلست بحاجة لدفع مال و ان تسافر لنيل هذه المهارات فهي مهارات موجودة لديك اصلا لكنك بحاجة لمن يذكرك بها لكي تستخدمها و تجعلها امام عينيك و تقوم فورا بالعمل بها
أولا التفكير
"يستطيع عقل الإنسان أن يحول النعيم إلى جحيم"
يقول العلماء :" عندما نوجه إدراكنا العقلي بالنحو السليم يمكننا أن نتحكم في انفعالاتنا "
كنت جالسا في البيت استرجع في عقلي الشجار الذي حصل بيني و بين صديقي و لا أخفيك أن جميع المواقف السلبية من هذا الصديق بدأت تمر في شريط تفكيري و رغم أن الشجار قد مر عليه زمن إلا أني و أنا أتذكر الموقف أحسست يطيق شديد و بدأت أقول لنفسي إن صديقي هذا انسان أناني و سوف اتركه وان قابلته في المرة القادمة فسوف أكشر في وجهه وسوف اسمعه كلاما شديدا لأنه قال لي كدا وكدا و لأنه في الشهر الماضي فعل معي كدا و في العام الفائت لم يدعوني للوليمة التي أقامها وهو إنسان خبيث و شرير و لم يقطع هذه السلسة السوداء من الأفكار الا جرس الباب فتحت الباب فإذا بطل الفيلم "صديقي" الذي كنت أشهده إمامي و هو يبتسم في وجهي ولاني كونت صورة مسبقة سوداوية عنه فقد استقبلته ببرود إلا انه لم يتأثر مني و واصل ابتساماته و مزاحه معي و اكثرمن ذلك فقد قدم لي هدية والتي بدورها اطفأت تلك النار التي كانت في صدري وعلمت اني كن مخطئ في حقه . اليس هذا المشهد مالوف للكثيرين فنحن نكون صور غير واقعية للناس و نتعامل على أساسها
وأول درس يجب أن نتعلمه هو افتراض النية الايجابية من الجميع
ثانيا الابتسامة
"تبسمك في وجه أخيك صدقة"
"التاجر الذي لا يستطيع أن يبتسم لا يستطيع أن يفتح متجر"
لا تعرف قيمة الشيء حتى تجربه و سببها اني ذهبت الى احد الناس في مهمة و لم اكن اعرفه طرقت عليه الباب فتح ابنه ابوك موجود نعم قل له فلان يريدك دخل الولد انتظرت ربع ساعة خرج لي الاب سلم سلام جاف الوجه مكشر قال ادخل بأسلوب طرد دخلت مضرا بقيت نصف ساعة في الداخل لكن كأنها سنة لم يتبسم خلاله ابد و لك ان تشعر بالموقف لأنك من المؤكد أن تكون مررت بشيء مماثل و على العكس و انا راجع الى البيت التقيت بصديق لي لم اره منذ فترة عرفني و ناداني بأسم و هو يبتسم بصدق و دعاني على الغذاء و كله مرح فقلت سبحان الله تمنيت ان أبقى معه العمر كله و مر الوقت كأنه دقائق فقط
الابتسامة لا تكلفك شيء لكن مفعولها مثل السحر فحافظ عليها.
ثالثا اللغة
تخيل انك جالس مع شخص من الهند مثلا لا يجيد العربية وأنت لا تجيد لغته فلك أن تتخيل صعوبة التواصل .
هناك أشخاص يجدون العربية واللهجة الدارجة لكنهم يستخدمون عبارات غريبة تشعرك بأن هذا الشخص بعيد عنك تماما عندما تستخدم لغة الناس
وفقا لمستوياتهم فأنت بذلك تجديهم إليك استخدامك للغة بسيطة و عدم تكلفك في استخدام مصطلحات صعبة و غير مستعملة بل و استخدام مصطلحات يستخدمها الطرف الأخر كل هذا مما يكون له اكبر الأثر في حسن التواصل ركز على مصلحاتك و حاول استخدام مصطلحات الأجرين تجدب قلوبهم
رابعا الأسماء
"أحب الأسماء للإنسان اسمه"
كنت أتنزه مع احد الأصدقاء و التقينا صديق من أيام الدراسة سلم علينا و عرف اسم صديقي و عندما توجه إلي و قد نسي اسمي حتى ذكره به صديقي فلك ان تتخيل الفجوة التي تكونت بيننا .
عندما يناديك احدهم باسمك تشعر بشعور جميل , و كذلك الناس تذكر الأسماء و نادي الناس بأسمائهم يحبوك .
خامسا كلمة "أنا"
"كلم الناس عن نفسك يسمعوك كلمهم عن أنفسهم يحبوك"
يأتيك احد أصدقائك محمل بهموم الدنيا و مشاكلها لكي يستروح عن قلبه
ببدء في سرد مشكلته و هو يريد منك ان تسمع له , و أنت ما شاء الله لم تدرس فن و مهارات التعامل يسرد المشكلة على طول حضرتك تقاطع كلامه و تقول إيه أنا حصلت لي نفس المشكلة و أنا وأنا ... مسكين صديقك بذل أن يرتاح يرجع إلى البيت و قد زاد همه و تق انه لن يرجع إليك مرة أخرى في أي مشكلة ... وعلى النقيض يذهب إلى صديق أخر يسمع منه كل كلامه و حتى لا يعطيه حلول لمشكلته لكن صاحبنا يرتاح جدا لأنه مجرد انه وجد شخص يسمعه له كفيل أن يهون عليه جميع المصاعب
نحن ننفر من الشخص الذي لا يتحدث إلا عن نفسه جرب أن تجلس مع شخص يكثر من استخدام أنا و أخر يكثر من استخدام أنت و لاحظ الفرق.
سادسا كن مستمعا
"عندك أذنان و لسان لتسمع أكثر مما تتكلم"
كما ذكرنا سابقا أن تكون مستمعا شي جميل , إن إتقان فن الاستماع مهارة و إتقان هذه المهارة كفيل أن تحبب لك الناس
سابعا الهدية
"تهادو تحابو"
هل تذكر صديق الذي شاركني الفيلم الأسود كان الذي إطفاء نار العداوة بيننا هي الهدية و بغض النظر عن قيمة الهدية من الناحية المادية لكن للهدية قيمة معنوية كبيرة جدا فهي تعني انك مهتم بي استعمل هذه التقنية تجني نتائج مذهلة