Admin Admin
عدد المساهمات : 688 تاريخ التسجيل : 06/09/2011
| موضوع: البحوث والدراسات الاجتماعية ( دراسة الظواهر ) السبت أبريل 27, 2013 2:14 pm | |
| البحوث والدراسات الاجتماعية
اختيار موضوع البحث والدراسة :
قد يبدو للكثيرين أن اختيار موضوع البحث أو الدراسة مهمة شاقة فيظن أن أهم الموضوعات قد تم بحثها ، وفي الحقيقة إن هذه الفكرة لا تتفق مع واقع الأمور في شيء ، فالكثير من الموضوعات التي تم بحثها من قبل ، من الممكن بحثها مرة ثانية من جوانب أخرى لتحقيق معرفة جديدة عن هذا الموضوع أو الوصول لتصور آخر لم يصل إليه الباحثون من قبل وعليه في حالة وجود ميل للباحث نحو موضوع معين وجب عليه أن يسأل نفسه عدة أسئلة قبل إقرار موضوع البحث وهذه الأسئلة هي : 1. هل يستحق هذا الموضوع ما سوف يبذل فيه من جهد ؟ 2. هل من الممكن كتابة بحث أو دراسة عن هذا الموضوع ؟ 3. هل في طاقتي كباحث القيام بهذا العمل ؟ 4. هل أحب هذا الموضوع وأصل إليه 5. هل تتوفر المراجع الكافية لهذا البحث ؟
فإذا كانت الإجابة بالنفي في أي من هذه الأسئلة ، وجب على الباحث اختيار موضوع آخر لبحثه بدلاً من أن يضيع وقته ونشاطه في دراسة لن تكتمل لها عناصر النجاح . يتم اختيار البحث من واقع الميدان المدرسي ومن خلال ملاحظة الظواهر الاجتماعية أو التربوية الغير سليمة والمنتشرة بين الطلبة وذلك للبحث والتحقق من الأسباب التي دعت إلى ظهورها وانتشارها ومن ثم وضع التوصيات العلاجية للحد منها ، أو يتم اختيار الموضوع استكمالاً لمواضيع وأبحاث أجريت سابقاً .
بجانب وضع عنوان له يجب أن يكون العنوان ممتعاً وجذاباً وواضحاً كل الوضوح وقصيراً بقدر الإمكان وشاملاً .
كما يتضمن اختيار موضوع البحث ووضع خطة تشمل المشكلات الرئيسية التي تتفرع عن هذا الموضوع وكل مشكلة من المشكلات المرسلة تسمى باباً ، وتنقسم كل مشكلة من هذه المشكلات إلى مشكلات فرعية ، كل منها يسمى فصلاً وقد ينقسم الموضوع إلى بابين الأول نظري والثاني ميداني ، وينقسم كل باب منها إلى فصول .
ويجب على الباحث أن يحدد الأهداف المراد تحقيقها من بحثه تحديداً دقيقاً حيث أن غموض الهدف وعدم تحديده يجعل الباحث يتخبط ويضيع وقته ، كما يجب على الباحث أن يحدد المنهج أو المناهج التي سوف يتبعها بما يتناسب مع موضوع الدراسة وما يتلاءم مع أسلوب البحث ، وأن يحدد الأدوات التي ستمكنه من تحقيق أهدافه .
وعلى الباحث أن يقف على الإمكانات المتاحة سواء من الناحية المادية أو البشرية ، فالإمكانات المادية والفنية قد تكون في صورة كتب ومراجع وتسهيلات ميدانية وإمكانية نشر نتائج البحث بصورة يمكن الاستفادة منها ، وقد تكون في صورة تحديد طريقة تفريغ البيانات ، ففي البحث الذي يعتمد على دراسة عينات كبيرة قد لا يتيسر تفريغ البيانات بالطريقة اليدوية فلهذا يستخدم التفريغ الآلي .
أما الإمكانات البشرية فتتمثل في مدى توفير الباحثين المساعدين المدربين لإجراء البحث..
وعلى الباحث كذلك أن يضع خطة زمنية محددة توضح مراحل تحديد المشكلة وصياغة الفروض ، ثم إعداد الأوليات ، واختيارها والتدريب على جميع البيانات ، والتحليل والتفسير واستخلاص النتائج وكتابة التقرير وعرضه ونشره .
جمع الحقائق والمادة العلمية :
يقوم الباحث في هذه المرحلة بجمع الحقائق والمادة العلمية المتعلقة بموضوع بحثه ويفضل تلك الحقائق والمعلومات ويقوم باختيار الفروض والتأكد من صحتها ، ويستلزم جمع المادة العلمية أن يعد الباحث الأوراق التي ستلزمه ليسجل بها ما يجمعه من مادة في قراءته الشاملة وفي تجاربه وملاحظاته . وسائل جمع المادة العلمية :
1. المراجع :مما لا شك أن استخدام المكتبة والمراجع يعد جزءاً جوهرياً في عملية البحث ، ومن ثم فلا بد من أن يتدري الباحث على استخدام المراجع في المكتبة ..
2. الدراسات الخاصة : تستلزم بعض الأبحاث قيام الباحث بزيارة لأماكن خاصة إما لملاحظة ودراسة المعالم والمنشآت والأماكن الهامة أو ملاحظة ومشاهدة ظاهرة من الظواهر ، أو لدراسة أحوال الناس وطبقاتهم .
3. الدراسات السابقة .
4. المحادثات والرسائل العلمية : قد يجد الباحث ضرورة مقابلة أحد المتخصصين أو العلماء في مجال بحثه ليهتدي بآرائهم حول نقاط البحث وينتفع بتوجيهاتهم ، وكذا يجب عليه الإعداد لتلك المقابلات بتنظيم الأسئلة والنقاط التي يريد استيضاحاً لها ثم يدون الإجابة تدويناً دقيقاً ، ثم يعرضها عليهم بالموافقة قبل النشر ، وإذا لم يتمكن من المقابلة الشخصية لبعد المسافة مثلاً فيجب أن تتم الاتصالات بطريقة المراسلة .
5. الملاحظة : يقصد بالملاحظة هنا الملاحظة العلمية حيث يوجه الانتباه إلى الظواهر والوقائع لإدراك مابينهما مع صلات وعلاقات خفية ، وهي تتميز عن الملاحظة العادية بالدقة ووضوح الهدف الذي نريد تحقيقه لما تتميز بأنها تقوم بتسجيل وقياس الظواهر المدروسة باستخدام أدوات علمية دقيقة وذلك عكس الملاحظة العادية .
6. المقابلة : تعد المقابلة أداة إضافية لجمع البيانات ، وتعتمد على الاتصال الشخصي بين الباحث والمبحوثين كل على حده ، وتصنف المقابلات إلى ( مقابلة معينة محددة الأسئلة ــ ومقابلة مفتوحة ) .
7. الاستبيان : وهو يصمم لجمع المعلومات من جماعات كبيرة العدد ، ويراعى عند إعداد الاستبيان الأمور التالية : • أن تكون الأسئلة محددة العدد وبالدرجة التي تخدم أغراض البحث . • يجب أن تكون الأسئلة بسيطة . تحليل البيانات وتفسيرها :
بعد انتهاء الباحث من جمع المادة العلمية عن موضوع بحثه ينبغي عليه أن يحدد موقفه وموقف بحثه من المادة التي جمعها ، فليس كل ما يجمعه من معلومات جدير بالسرد في البحث وبالتالي يدخل الباحث في مرحلة جديدة قبل قيامه بكتابة البحث وهي :
1) مراجعة البيانات :
يطلب من باحث آخر أن يقوم بإعداد استيفاء البيانات وتقارن البيانات التي يجمعها الباحث الجديد بالبيانات التي جمعها الباحث الأول وفي ذلك ضمان لعدم الشك في أسلوب وطريقة وأمانة الباحث في جميع بياناته .
وهناك أيضاً المراجعة المكتبية ... وهي مراجعة المادة العلمية والتأكد من صحتها وكذلك مراجعة الاستمارات ، ويدخل كذلك في مجال المراجعة التأكد من صحة المادة المجمعة إذ قد يكون بعضها مزوراً .
2) تحليل المادة العلمية :
ويقصد بذلك تقسيم المشكلة موضوع الدراسة إلى مجموعة متغيرات أو عناصر أو قضايا أكثر بساطة ، ومن ثم تنحل المشكلة إلى مجموعة قضايا تساعدنا على إدراك ذلك العنصر المعقد .
وينقسم التحليل إلى : أ ـ تحليل عقلي :
وهو تلك العملية التي يقوم بها الباحث من أجل الوصول إلى بعض المعاني الجزئية الواضحة ، وفي ذلك انتقال المجهول إلى المعلوم .. ومن أمثلة ذلك ( تحليل فكرة الزمن إلى ماض وحاضر ومستقبل ) ..
ب ـ تحليل تجريبي :
وهو عملية مادية تستخدم في عزل العناصر الأولية الحقيقية التي تدخل في تركيب إحدى الظواهر ، وينتقل الباحث هنا من ظاهرة إلى ظاهرة يعرفها معرفة دقيقة .
3) تصنيف البيانات :
يقوم الباحث بعد ذلك بتصنيف المادة العلمية المجمعة ، والتصنيف هي ترتيب نسقي لهذه المعلومات ، وهو غاية العلم ، ويهدف إلى تقدمه وهو يبدأ بالأفراد التي تجمع حسب الصفات المشتركة بها ، وتفرق حسب صفاتها أو خواصها المختلفة في موضوع المنفعة في أصناف والأصناف في أنواع ، والأنواع في أجناس .
ويضع الباحث مشروع تصنيفه حسب ما يقتضي به عقله وطبيعة وهدف الدراسة القائم بها ، ويمكن تصنيف المادة العلمية حسب واحد من ثلاثة أنساق تصنيفية هي :
أ ـ التصنيف النوعي :
وهو يشير إلى التصنيف على أساس الفصائل أو النوع أو الطبقات أو المراتب وقد يكون التقسيم ثنائياً مثل الذكور والإناث .
ب ـ التصنيف الترتيبي :
وهو يشير إلى الاختلافات سواء كانت كبيرة أو صغيرة ويتمثل في تصنيف الناس إلى كبار السن ومتوسطي العمر والصغار .
ج ـ التصنيفات الأساسية :
وهذا التصنيف يقوم على أساس حجم الموضوع أو كميته وذلك كأن تقسم البيانات إلى فئات طبقاً للسن ، أو الجنس ، أو الطبقة ، أو الاختلافات في الأسباب والنتائج . فإذا كانت الدراسة عن الجريمة يكون التصنيف على أساس أنواعها أو درجة تعلم مرتكبيها ، أو نوعها ، أو أعمالهم ، أو حالتهم المدنية ، أو حالتهم الاقتصادية .
4) تفريغ البيانات وتبويبها : حيث يقوم الباحث بتبويب هذه البيانات وتفريغها إما تفريغاً يدوياً أو آلياً .. بإعداد كشوف تفريغ تطابق كافة البيانات التي وردت بالاستبانة الخاصة بالبحث الميداني ، ويتم التفريغ باستخدام طريقة الحزم .
5) التفسير : لابد للباحث من السعي أو محاولة الوصول إلى تفسير الظاهرة أو الظواهر التي يقوم بدراستها ، ويقصد بالتفسير وصف الظواهر وتحليلها من أجل إيجاد العلاقة والارتباط بين الأحداث التي تقوم على ارتباط بين السبب والمتسبب .
6) النتائج والتعاميم : يخرج الباحث من الخطوات السابقة بنتائج بحثه ، وهي ترتيب في شكل قضايا مبسطة مبني ثانيها على أولها وثالثها على ثانيها وهكذا . وتصاغ النتائج على النحو التالي : ويتضح مما سبق ....................... ويتبين أن ................................ وبسبب أن ............................... ويخلص مما تناولناه ................... ونتيجة لهذا .............................. وخلصنا إلى ............................. وننهي إلى ................................ وفي ضوء هذه النتائج يكون الباحث رأياً عن الظاهرة أو الظواهر المبحوثة ويصوغ هذا في جملة قصيرة تتسم بالتعميم العلمي .
عناصر البحث :
ويتكون البحث من العناصر الآتية : 1. صفة العنوان . 2. شكر وتقدير أو إهداء . 3. محتويات البحث . 4. المقدمة . 5. موضوع البحث . 6. النتائج . 7. التوصيات . 8. الملاحق والوثائق . 9. المراجع .
عناصر نجاح البحوث :
1. الاطلاع الواسع للبحث : حيث ينبغي على الباحث القراءة بعمق والإلمام التام بكل أو بغالبية ماكتب عن موضوع بحثه .
2. ضرورة تحري الدقة الكاملة في فهم آراء الغير ، وكذلك في نقل العبارات عنهم .
3. عدم أخذ آراء الغير على أساس أنها حقائق مسلم بها بل لدراستها وتقرير مدى صحتها .
4. أن يتيح البحث أو الدراسة ابتكار ويضيف جديداً إلى ما هو معروف من العلوم .
5. أهمية بذل الباحث لجهد مميز في مرحلة الكتابة ليكون قوي التأثير في قارئه .
| |
|