هى برقية أرسلها إليك..
لما لمس قلبى فيك من حسن الخصال
وصدق الموقف
وأمانة فى الفعال
هو طلب وليس إلزاما
ولكن
هبة منك وليس تفضلا
فالأفعال تفقد طيب معناها إذا اختلطت بالمن والأذى
اِعلَم أننى لم أبدأ بمقدمة كهذه فى الثناء عليك
نفاقا لك ولا تملقا..
ولكن هكذا استشعرت أفعالك..
أفعالك الطيبة التى ما زلنا نرى أثرها إلــى الآن
أعوام تتلوها أعوام ومازلت أرى أثر البسمة التى زرعتها على شفاه من أحسنت إليهم
كانت لك أعمال فى السر كما فى العلن..
أعمال لم نعلم عنها شيئا إلا منذ وقت قصير
أخبرتنا بها الأيام التى شهدت جميل صنيعك
لا أعرف من تكلم عنك بسوء..
هم يذكرونك بالخير فى غيابك كما فى الشهود
لطالما كنت قدوة لى ولكثيرين غيرى..
مثلا طيبا.. وعضوا صالحا.. كنت والدا عظيما.. ومعلما كريما ..
وحكيما نابغا.. كنت أنت الزارع وأنت الثمرة المجنية
طلبى بسيط ولكن لا يحسنه كثير من البشر
كان قديما كثيرا ولكن بقلة فاعلية أصبح نفيسا كما الدرر
طلب يحتاج قوة كبيرة ونفسا بالخير مليئة
وما أحسبك سوى ذاك
هو صفح عنــى وصفاء من جانبك تجاهى
مسامحة تهبها لى.. على تقصير لم أتعمده فى حقك..
تسويف يتلوه تسويف
أقول لنفسى غدا..
سأذهب إليه ..
سأصل رحمه ..
سأستأنس بقربه ..
ولكن غدا لم يأت.. فأخذتنى الحياة فى دوامتها..
لتجعلنى أؤجل ما كان ينبغى له أن يؤجل
لا تنفعنى كلمات الرثاء هذه..
أأرثى نفسى أم أننى أرثيك؟
بل لم أكتب ما لن تقرأه؟؟
فلقد ذهبت إلى مكان آخـــر ..
مكان هو بداية لدار آخــرة ..
ذهبت قبل أن أصل إليك ..
فقط جئتك أقف فى الصف مع المصلين عليك ..
أوصلناك إلى مكانك الأخير فى هذه الدنيا
وعدنا إلى بيوتنا تاركينك مع عملك
كل ما بوسعى الآن هى دعوات لك
وسؤال لك بجنة عرضها كعرض السموات والأرض
هذه الدعوات التى قد تخفف من الحسرة التى فى قلبى
تجاه تسويفى وتأجيلى
حقا لن تقرأ رسالتـــى
ولكننى سأوجهها
إلى كل مقصر مثلى
أخذته الحياة بعيدة عن كل من يحب
شغلته مشاغل الحياة عن أولى الناس بقربهم وبرعايتهم
إلى كل من يحمل فى قلبه كراهية لأحد
أو يحمل حقداً على أحد
لكل من ظن أن الأيام كفيلة بإعادة الود
وإصلاح النفوس
لكل من تحمل ذنب قطيعة رحم
أو اختار أن يحيا بمفرده
إليكم جميعا تذكروا أن الحيــاة قصيرة..
وأن الموت لا يطرق الأبواب