أيا مَنْ قَدْ ظلَمْتِ ولَمْ تُبالي فرِفْقَاً مُنيَتي رِفقاً بحالي
سقيماً بِتُّ مُذْ أدمَيْتِ قلبي
نحيلَ الجِسمِ أسهَرُ في الليالي
أُسامِرُ أنجُمَاً في الليلِ وَحدي وأُبْصِرُ نورَ وجهَكِ في الهِلالِ
أَيَصبَحُ وصلُكِ الغالي خَيالاً! وطيْبُ لقائكم صَعبُ المَنالِِ
حَلالٌ ما فعلْتِ بِنا أجيبي؟
ولَمْ ألْقَ الأِجابَةَ عَنْ سؤالي
أَمُدُّ فتقطعينَ حِبالَ وَصْلي وأغْرَقُ دونما أَيِّ اِنتِشالِ
فَضَعْنُكِ سارَ يا ليلى جنوبَاً وضَعْني سارَ تَبّاً للشّمالِ
زرعْتُ الحاءَ ثُمَّ الباءَ عُمرَاً لِأَجْني مُنيَتي واواً بِدالِ
جنَيْتُ الشّوكَ والأحزانَ قَهرَاً
فَمَنْ أغراكِ ليلى في قِتالي؟
ظلَمْنا الحُبَّ يا ليلى مِرارَاً ونارٌ غيرَةٌ لكِ باشتِعالِ
فلا هِنْداً أُحِبُّ ولا هناءاً
وحُسْنُ الظَّنِّ أروعُ يا غزالي
أَخونُكِ هَل جُننتِ وأينَ ألقى
مثيلَكِ في الحلاوةِ والجمالِ؟
فأَثْمَنُ ما وصَلْتُ فؤادَ ليلى
وأغلى ما ملَكْتُ مِنَ الغوالي
كأَنّي مُذْ عثرْتُ عليكِ ليلى
أميرٌ يرتدي تاجَ المَعالي
أظُلْمٌ ؟ أمْ اُسَمّيهِ جَفاءً
وهَجْراً قَد تطَعَّمَ بالدَلالِ!
وأُقْسِمُ أنّني لَكِ في وفاءٍ
على عهدِ المَوَدَّةِ للرّجالِ
تعالي نملَأُ الدُّنيا غِناءً
ونُبْحِرُ بالمُنى هَيّا تعالي
اِذا كانَ الرَّحيلُ يُريْحُ ليلى
سأَرْحَلُ حَيثُما كانَ ارتحالي .